السبت، 1 يناير 2011

رواية الليدي تشاترلي

 

نحن اليوم نعرف عدد مرات تكرار الكلمات التي تخدش الحياء والمواقف الإباحية في رواية " عشيق الليدي تشاترلي " للكاتب الإنجليزي د. ه. لورنس ( 1885 ـ 1930 ). ذلك لأن المدعى العام في محاكمة ناشر الرواية عام 1960، أحصى تلك الكلمات والمواقف. ولقد سبق لأن ظهرت الرواية في طبعة مهذبة عام 1928، غير أن دار بنجوين للنشر أعادت طباعة النسخة الأصلية المفصلة، ونشرتها بسعر في متناول الجميع، فأقبل البريطانيون على شرائها وقراءتها بأعداد غفيرة، مما حدا بالمدعى العام إلى رفع دعوى قضائية ضد دار النشر لحماية الأخلاق العامة. وتم سحب 200 ألف نسخة من الأسواق بانتظار ما تسفر عنه المحاكمة. 

واليوم، تعتبر رواية عشيق الليدي تشاترلي أسوأ ما كتب لورنس، ليس بسبب إباحيتها وألفاظها الفاضحة فحسب، وإنما لأنها ضعيفة كذلك في حبكتها ورسوم شخصياتها.

بدأت المحاكمة، وسط اهتمام شعبي شديد، في 20 أكتوبر 1960، وفقا لقانون المطبوعات الصدر حديثا عام 1959 . كان ذلك القانون يمنع نشر الكتابات التي تعتبر فاحشة " إذ كانت بمجملها تفسد الأخلاق ". يبد أن القانون كان يحمي كذلك الأعمال الفنية المرموقة، إذا كانت المادة المنشورة " تبتغي الصالح العام من حيث الحقائق العلمية، والأغراض الأدبية، أو التعليمية، أو ذات الاهتمام العام ".

ركز المدعي العام، السيد ميرفن غريفت جونز، منذ بداية الجلسات على فحش الرواية وإباحيتها، وأحصى بالأرقام المواقف والعبارات التي تخدش الحياء وتسيء إلى الأخلاق العامة. وتساءل: " هل يناسب الكتاب تلامذة لمدارس؟ وهل هو كتاب نسمح بدخوله بيوتنا؟ بل، هل نسمح لزوجاتنا وخادماتنا بقراءته"؟

ثم أوضح أن البلوى تكتمل عندما نعلم أن باستطاعة أي حدث شراء الكتاب لأن دار النشر عرضته في الأسواق بأعداد كبيرة وثمن زهيد.

أما الدفاع فقد بدأ مرافعته بتبيان المكانة المرموقة التي يحتلها لورنس بين أعظم كتاب القرن العشرين. ثم أوضح السيد جرالد غاردنر أن الكتاب أبعد ما يكون عن الإفساد والإساءة إلى الأخلاق العامة، بل إنه كتاب ذو غرض أخلاقي يهدف إلى دعوة الناس لتوطيد علاقات المحبة والحنان فيما بينهم بدلا من عبادة لمال والتكاليف على ما يسمونه النجاح.

وهنا كان لا بد للمحلفين بينهم 3 نساء من قراءة الرواية. وأثيرت مسألة مكان القراءة: هل يقرأ الكتب في المنزل أم في قاعة المحكمة؟ واختلف المدعي العام في رأيه بهذا الخصوص مع محامي الدفاع. وأخيرا توصل القاضي إلى حل وسط عندما أوصى بتخصيص حجرة مزودة بمقاعد مريحة وبالهدوء المطلوب لقراءة الكتاب. وبعد ثلاثة أيام انتهى أبطأ محلف من قراءة الرواية، واستأنفت المحكمة جلساتها.

شهد في القضية 35 شخصية عامة مرموقة بينهم نقاد، ورجال دين، ومعلمون، وكتاب، ومحررون، وربات بيوت. قالت معلمة مدرسة: أنها تسمح لتلميذاتها بقراءة لكتاب. وقال محام: بأن الكتاب يضيف قيمة للأديب الإنجليزي. وقال كاثوليكي: بأن الكتاب عبارة عن رواية أخلاقية دون ريب. وقال سياسي ناشئ بأنه يعتبر الكتاب عملا أدبيا.

ولما لم يجد المدعي العام أحدا من الشهود يساند رأيه، أدرك أنه قد خسر القضية. وكان محامي الدفاع قد ختم حديثه، بعد سماع شهادة الشهود، بالقول: إن الكتاب لا يفسد أخلاق أحد، ولا حتى زوجاتنا وخادماتنا. وهنا ابتسم المحلفون.

هكذا صدر حكم ببراءة دار بنجوين للنشر وسمح ببيع الكتاب، حيث اصطف البريطانيون بالمئات في طوابير طويلة لشراء الرواية.

والمهم في هذه المحاكمة أنها فتحت الأبواب أمام نشر أعمال مماثلة، وجعلت المجتمع أكثر مرونة وتسامحا في نشر الكتابات الإباحية.

 

ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق