يذكر السيد _ خريستوف.م - بأنه يهتم منذ مدة طويلة بكل ما يتعلق بالعلوم الخفية، لكن من بعيد و هذا لسبب بسيط و هو أنه مقتنع من أن القدرات غير الطبيعية مثل السحر، التنويم المغناطيسي، الاستبصار، تحريك الأشياء بمجرد النظر إليها، التخاطر الروحي، التخاطر مع الأموات و الكشف بواسطة البندول... الخ، كلها أمور لا يمتلكها إلا صنف معين من الناس غير العاديين، إلا أن حساسية الإشعاعات المعروفة علميا باسم la radiesthésie تجلب إليه اهتماما خاصا بالمقارنة مع القدرات الخارقة الأخرى و هو الشيء الذي جعله ذات مساء، بينما كانت زوجته غائبة عن البيت ينزع خاتم زواجه من إصبعه ليربطه بخيط أحمر اللون و يحاول وضعه على ألبوم صور العائلة بواسطة الخيط. أول مفاجأة حدثت تمثلت في دوران الخاتم ( الذي أدى مفعول البندول pendule حول نفسه قبل التوقف على الصورة دون أن يتحرك ثانية. لكن السيد - خريستوف - ظن في البداية أن ذلك الدوران كان نتيجة طبيعية لمسك الخيط، غير أن الظاهرة تكررت من صورة لأخرى، مما أدى به إلى اختيار صور الأشخاص الذين كان إما يحبهم كثيرا و إما يستنكرهم نوعا ما. لكن ذلك لم يعط مفعولا جديدا عن سابقه. الرجل شعر بنوع من الخيبة عندما فشل في تحقيق نتائج مثل تلك التي قرأ عنها أو شاهدها في بعض الأفلام و فجأة في اللحظة التي كان يستوقف فيها العملية و بينما كان الخاتم متوقفا فوق صورة الوجه العبوس لوالد زوجته، اخذ يتحرك بانحراف و بسرعة شديدة تدريجيا إلى درجة أن السرعة تجاوزت الحد المعقول فحاول توقيف الخيط، لكن بدون فائدة فحوله إلى صورة عمته التي ماتت منذ فترة طويلة و عندها فقط هدأ الخاتم ولكن ما أن أعاده فوق الصورة السابقة حتى عاد إلى هيجانه الأول و هكذا واصل خريستوف تحويل البندول من صورة إلى أخرى و بوتيرة دوران مختلفة فأخذ ورقة و قلما و راح يسجل نوعية ترجح البندول من صورة إلى أخرى و حسب الأشخاص الملتقطين فيها حيث أن الدوران كان من اليمين إلى اليسار بالنسبة لأمه، أخته - سيلفي - و عمه - أندريه - و العكس أي من اليسار إلى اليمين، عندما تعلق الأمر بالسيد - هوبرت - و - جيرارد - كما لاحظ أن الدوران كان انحرافيا كلما سلط الخيط و الخاتم فوق صورة والد زوجته و رب عمله أي مسؤوله المهني، لكن ما جلب انتباهه هو أن الدوران كان يحدث من اليمين إلى اليسار عندما وضع البندول على صورة - جنفياف - زميلته التي كان يحبها و للتأكد من مدى ثبات اهتزازات الخاتم ( البندول ) على الصورة عاد استعمالها عدة مرات فتحصل على نفس النتائج التي لم يتمكن من معرفة مدلولاتها. في حدود منتصف الليل عادت زوجة خريستوف إلى البيت و فاجأت الرجل و هو يحرك البندول على صورة أمها، الشيء الذي حرض أعصابها و تسبب في نشوب نزاع كبير لأنها اتهمت زوجها بممارسة أفعال و طقوس سحرية شيطانية بغرض قتل والدتها، إضافة إلى كونه نزع خاتم الزوجية من إصبعه. لكن خريستوف لم يتحمل غضب الزوجة التي أربكته و أرعبته بصراخها فأعاد الخاتم إلى يده و ألبوم الصور إلى مكانه الأول. اثنان يتقاسمان نفس الممارسة في اليوم الموالي بينما كان في مكتبه روى خريستوف لزميلته - جنفياف - قصته مع البندول فاكتشف أنها هي الأخرى لم تكن تؤمن فحسب بهذه الممارسة بل كانت أيضا ترغب في تجريبها و اقترحت عليه زيارة منجمة مقيمة بمدينة - ليون - الفرنسية، سبق لها أن تعرفت عليها و قاست قدراتها الخارقة للعادة التي لا تحصى و بما أن السيد خريستوف الذي طور علاقته مع زميلته بدأ يتردد على بيتها، عثر ذات يوم في مكتبتها الخاصة على عدة مؤلفات مكرسة للبندول و كيفيات استعمالها كطول الخيط و تفسير حركاتها المختلفة بحيث أنه حسب تلك الكتب، يقول خريستوف، يمكن لمستعمل البندول أن يكتشف أماكن تواجد الأشياء المفقودة و معرفة جنس المولود و هو في بطن أمه أو جنس فرخ لا يزال داخل البيضة و العثور على خريطة بسيطة على مواقع تواجد جثث بشر أو حيوانات و الكشف عن منابع مائية و مواقع أثرية و معادن ثمينة و أنه يمكن حتى استخدام البندول على جسم إنسان معين لمعرفة المرض المصاب به و نوع الدواء اللائق... و قدرات أخرى لا يتصورها العقل الآدمي و يعجز عن تصديقها. و هكذا باستعمال و تنفيذ معلومات تلك الكتب، دخل خريستوف و زميلته في مغامرة مشتركة و أصبح الرجل مع تتالي الأيام يعود متأخرا إلى البيت و تصوروا أنتم طبيعة الاستقبال الذي كانت زوجته خصه به فالنتائج المتحصل عليها لم تكن تمنعه من التأخر في بيت - جنفياف - رغم أنه باعترافه الشخصي يبقى بين النظري و التطبيق، طريق غير معبدة، خصوصا عند تطبيق نفس التجارب بينه و بين زميلته، لا تكون النتائج نفسها دائما. اعتقد أنه مرض و لكن البندول كشف حب المرأة له و في مساء أحد الأيام و دائما، بينما كانت زوجته غائبة عن البيت، قرر خريستوف دعوة زميلته - جنفياف - و تجريب البندول المصنوع من مادة الكريستال هذه المرة، على جسدها ( أي على جسد زميلته )... بدأ البندول يتحرك ببطء من قدميها فصاعدا، إلى أن بلغ صدرها من جهة القلب و هناك راح يتحرك بسرعة جنونية، مما زرع الخوف في خريستوف و قاده إلى استفسار زميلته بتلهف: هل أنت مريضة؟ " فاحمر وجهها ، برهة من الزمن، قبل أن تحول بصرها عن وجهه و تقول له: " إنني أحبك " ... مثل هذه الوضعية لم يطلع عليها خريستوف في كتب البندول بطبيعة الحال لكن بمناسبة تلك التجربة المتميزة يكون الطرفان قد أضافا الجديد في عالم حساسية الإشعاعات la radiesthésie من خلال اكتشافهما لكيفية تسخير البندول للكشف عن الحب (؟ ) و منذ تلك الأيام عرفت حياة الزميلين المغرمين تحولا نوعيا أدى طبيعيا إلى تطور علاقتهما... الزوجة التمست التطليق من خريستوف الذي لم يتردد في تلبية الطلب و الاستقرار عند - جنفياف - في بيتها. البندول قال أن المدير هو السارق ذات يوم حدثت سرقة في مكتب خريستوف فحاول هذا الأخير و زميلته الحبيبة اكتشاف منفذ الفعلة بواسطة البندول، لكن سريا، دون إخطار أي شخص آخر بذلك. فالأمر كان يتعلق بسرقة 20.000 فرنك فرنسي و كمية هائلة من الطوابع البريدية و الجبائية و تطلب تحقيق أمني. لكن المؤشرات المقدمة من البندول كانت تتهم مدير المؤسسة ذاته بارتكاب تلك السرقة. غير أن جنفياف رفضت قطعا تصديق ما كشفت عنه النواسة ( البندول ) فسكت خريستوف عن الأمر... التحقيق الذي قامت به الشرطة لم يكشف شيئا و الملف تم طيه و مصالح التأمين لم تعترض على تعويض المبلغ المسروق و كذا قيمة الطوابع لكن أسابيع بعد ذلك، تمت ترقية المدير إلى منصب آخر بمدينة جنوب غربية و أُستخلف بمدير جديد متحمس للعمل لم يتأخر عن مراجعة حسابات المؤسسة، الشيء الذي مكنه من اكتشاف الفضيحة التي ارتكبها سابقه و التي أخطر بشأنها الإدارة الوصية... فالبندول لم يكذب عندما كشف بأنه هو السارق. بنت تختفي في ظروف غامضة و تجريب البحث عنها بواسطة البندول لكن تقريبا في نفس الفترة التي حدثت فيها السرقة في المؤسسة التي كان يعمل بها خريستوف، اختفت مراهقة لدى خروجها من المدرسة.. الحادثة هزت كل المقاطعة التي كانت قد عرفت بذلك، ثاني اختفاء لشخص و مباشرة بعد علمه بالواقعة وضع السيد - خريستوف - و زميلته - جنفياف - خريطة كبيرة على الطاولة و بجانبها نسخة من الجريدة المحلية التي نشرت صورة الفتاة المفقودة، لكن المشكلة أن الكتب التي كان قد اطلع عليها خريستوف بخصوص كيفيات ممارسة حساسية الإشعاعات بواسطة البندول أو أي أداة أخرى لم تتطرق إلى الطريقة الواجب اتباعها في مثل تلك الحالة أي البحث عن شخص مفقود... هل يجب تعليق صورة الشخص المفقود و تحريك البندول على الخريطة أم الاكتفاء بالتركيز ذهنيا على البندول؟ البندول حدد مكان تواجد البنت خريستوف جرب الطريقتين اللتين أعطتا نفس النتيجة فنواسة الكريستال التي كان يستخدمها عينت على الخريطة ضفة بحيرة تقع على بعد 10 كيلومترات من مكان اقامته و من جهتها حاولت - جنفياف - استعمال بندولها المصنوع من زجاج فحصلت على ثلاثة أماكن مختلفة في الخريطة، كل واحد منهم بعيد عن ألآخر و لا علاقة له بالمكان الذي عينه بندول خريستوف. طيلة ثلاثة أيام لم يتوقف رجال الدرك عن تمشيط مختلف جهات المنطقة، لكن دون فائدة و من غير أن يتجرأ - خريستوف - على اقتراح خدماته على الجندرمة إلى أن حل يوم السبت و نفذ صبره. حينها أخذ رفقته - جنفياف - على متن سيارتهما و توجه الاثنان إلى الأماكن التي عينها البندول على الخريطة... جنفياف كانت و هي داخل السيارة، تفتح الخريطة على ركبتيها و تعمل على توجيه رفيقها حيث تفقد الاثنان في بداية الأمر الثلاثة أماكن التي حددها البندول الزجاجي. لكن و هما في الطريق اعترضهما رجال الدرك الذين كانوا يواصلون التفتيش عن البنت المفقودة و استفسروهما عن سبب تواجدهما بالناحية، خصوصا و أن منظرهما و الخريطة بحوزتهما كان يجلب الانتباه و الشكوك و عليه فقد فضل الطرفان الإفصاح صراحة عن بحثهما عن الفتاة المفقودة، اعتمادا على المعلومات المتوصل إليها عن طريق البندول و قدما نفسيهما على أساس أنهما محترف حساسية الإشعاعات la radiesthésie... ضابط الدرك يكذب بنتيجة البندول و لكن من صدق في الأخير؟ و طال الحديث معهما إلى أن تقدم ضابط و طلب معرفة الأماكن التي أرشدهما إليها البندول. لكن عند إعلامه بتلك الأماكن اتهمهما بالتخريف، الأمر الذي جعل خريستوف يشرح للضابط أن بندوله لم يشر إلا إلى مكان واحد نعته له على الخريطة... هذه المرة و بعد تمعنه جيدا في الخريطة قرر الضابط و أعوانه مرافقة خريستوف و جنفياف إلى ضفة البحيرة حيث تم فعلا العثور على جثة الفتاة غارقة في الماء. منذ ذلك اليوم تناقل الناس خبر العثور على البنت بفضل البندول مما جلب إلى خريستوف شهرة أكيدة و لكنه جلب إليه أيضا، كثيرا من المتاعب و المشاكل فإذا كان البعض قد بالغ في طلباته منه بغرض الكشف عن ألأشخاص الضائعين أو الأشياء التي اختفت فان البعض الآخر و منهم صحفيون لم يترددوا في نعته بكل الأوصاف كالسحر و الشعوذة إلى غير ذلك مما أضر بسمعته و جعل حتى إدارة المؤسسة التي يعمل بها تهدده بالطرد إذا ما لم يضع حدا لنشاطه بالبندول.
ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة
|
الاثنين، 10 يناير 2011
بالبندول يعرفون السارق، يكشفون الحب و يعثرون حتى على الأشخاص المفقودين
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق