الاثنين، 10 يناير 2011

اليد الخفية التي قذفت أثاث الحجرة في الهواء

في ليلة دافئة من ليالي سبتمبر عام 1952، تدافع مئات الناس، وقد ضاق بهم الشارع الصغير، الذي كان يبدو دائما خاليا من الناس، شارع بيرون بمدينة رانكورن بشمال انجلترا. وعندما أوشك الليل أن ينتصف، تزايد احتشاد الناس، واستطاع بعضهم أن يعبر باب المنزل رقم واحد، ليغص بهم الدرج الضيق المؤدي إلى الدور العلوي. خلف الباب المغلق لغرفة النوم الأمامية، وقد صبيان يرتعشان على السرير، ينظران. بينما ساد الحشد الكبير صمت مطبق، لقد كان الجميع في انتظار ظهور أشباح رانكورن المشاغبة.

خلف باب الحجرة مباشرة، اجتمع خليط غريب من الناس، قس الكنيسة، وفريق محترفي التسجيل الصوتي، وعلماء يحملون آلات التصوير التي تسجل الأشعة تحت الحمراء، لقد كانوا هم أيضا ينتظرون ظهور الأشباح.

وعندما دقت الساعة لتعلن انتصاف الليل، بدأ جو المكان في الارتعاش، وبدأت أصوات الحركات العنيفة ترتفع في المكان.

وعندما فتحوا الباب، وسددوا أشعة مصابيح الإضاءة اليدوية القوية غمر الحجرة ضوء ساطع، وظهرت تفاصيل المشهد الذي بعث الرعشة في أجسام الموجودين، والذي بقي كنمط تقليدي للظواهر الخارقة التي لا تجد لها تفسيرا.

تحت نظر الشابين، كان أثاث الحجرة يؤدي رقصة مجنونة. مائدة الزينة التسريحة، كانت تضرب نفسها بعنف في الحائط. أما الدولاب فقد ارتفع عموديا في الهواء، بينما اندفعت منه أدراجه، تعبر فضاء الحجرة مصطدمة بكل ما فيها. لم يحدث من قبل أن شاهد مثل هذه الظاهرة الشاذة، ذلك العدد الضخم من الشهود، بمن فيهم من علماء موثوق في شهادتهم.

وقد قال القس ستيفنس الذي شهد أغلب أحداث شارع بيرون الشاذة، قال لزملائه:" إن الإنسان ليشك في حواسه عندما يرى مثل هذه الأمور..".

في ذلك المنزل الصغير، كان يعيش السيد سام جونز، الأرمل، مع زوجة ابنه، وحفيده جون جلين البالغ من العمر ستة عشر عاما. وقد بدأت الأحداث الشاذة في أوت 1952. وقد تصور الرجل في بداية الأمر أن الموضوع لا يخرج على كونه مزحة سخيفة، فقام بإبلاغ الشرطة. لكن الأمر لم يكن مجرد مزحة. فقد صرح الباحثون الذين عاصروا الأحداث بعد ذلك في 22 سبتمبر أن الحالة تقتضي دراسة جادة. بعد تكرار هذا الشغب في حجرة الشاب جون جلين، استطاع أن يقنع صديقا له يدعى جون بيري، بالنوم معه على سبيل التشجيع، وكان هذا الصديق يبلغ الثامنة عشرة من عمره.

قبل انتصاف الليل بنصف ساعة، دخل الشابان إلى غرفة النوم. واستعدوا المراقبون لرصد الظاهرة ومتابعتها. وعند إطفاء النور، عم السكون ثم بدأت أصوات الخبطات والارتجاجات. دخل في ذلك الوقت عدد من الناس إلى الغرفة، بينما بقي العديد منهم، يحتشدون على باب الحجرة، وفوق الدرج.

يحكي الأب ستيفنس ما حدث فيقول:" تحركت المائدة الكبيرة حتى أصبحت وسط الحجرة، ثم بدأت في التقهقر فقطعت مسافة لا تقل عن ستة أقدام، بعد هذا قلت مخاطبا المائدة: إذا كنت تستطيعين سماع صوتي، فاقرعي ثلاث مرات، وعلى الفور بدأت المائدة تهتز وتخبط الأرض ثلاث مرات متعاقبة. لقد رأى كل من كان في الحجرة حركة المائدة الواضحة، دون أن يقترب منها أحد..".

ثم يواصل القس ستيفنس شهادته فيقول:" كان الشابان يرقدان على السرير في الجانب البعيد من الحجرة، وعندما اقتربت من المائدة لأبحث عن سر حركتها، وجدتها ثابتة في مكانها، لكن النشاط الغريب في الحجرة ما ليث أن بدأ ثانية، تحركت بعض الأشياء الصغيرة فوق مائدة الزينة، ثم طارت في الهواء لتسقط على الأرض وسط الحجرة، كتب، تحف، وساعة منبهة، وطار مفرش المائدة ليستقر فوقها مقلوبا، ثم خرجت الأدراج من مكانها، فتناثرت محتوياتها على السرير".

وقد انتهت تلك الأمسية نهاية درامية، عندما انتزعت الوسادة التي ينام عليها جون جلين من تحت رأسه، وطارت ثم سقطت على الأرض بعيدا عن السرير. وقد ذكر جون جلين بعد ذلك أن القوة التي جذبت الوسادة من تحت رأسه، كانت أكبر من أن تقاوم.

وقال ضابط الشرطة الذي كان من بين الموجودين أن جون جلين كان يسوده الرعب، مما جعله في حالة أقرب إلى الانهيار العصبي، وجاء في تقريره المكتوب " لقد حاولت بكل الطرق التي أعرفها أن أكشف خدعة ما تختفي وراء هذا النشاط المريب. لكني واثق أشد الثقة أن هذين الشابين لم يكن لهما يد فيما جرى داخل الحجرة، هذا بالإضافة إلى أنني، بكل قوتي، لا أستطيع أن أجعل المائدة الثقيلة تتراقص ذلك التراقص الذي شاهدته، ومن ثم فمن الواضح أن هذين الشابين لن يقدرا على ذلك مهما حاولا".

تواصل العنف الغامض ليلة بعد ليلة. وقد حضر إلى الحجرة في إحدى هذه الليالي السيد هارولد كروثر أحد مزارعي مدينة رانكورن، وواحد من أشد الرافضين لظواهر ما وراء الطبيعة. قام السيد كروثر بإلقاء معطفه على مائدة الزينة، وقال مخاطبا تلك القوة المحدثة للشغب بتحد:" إذا لم تكن ترغب فيه، فأعده إلي". وعلى الفور، طار إليه المعطف، وتكرر هذا ثلاث مرات متعاقبة.

وكان من الطبيعي أن ينظر الباحثون إلى الشابين بكثير من الريبة والشك، لذا فقد جرت مراقبتها مراقبة كاملة، ففي كل ليلة كان يجري تفتيش الحجرة ركنا ركنا، بحثا عن مصدر خدعة ما. كما أن الشابين أبديا استعدادا تماما للخضوع لأي تفتيش أو اختبار، إلى درجة قبولهما أن يجري تقييد أيديهما وأرجلهما، بل إنه في إحدى الليالي، قام اثنان من العلماء بإمساك يدي وقدمي جون جلين حتى ينتفي الشك في قدرته على تحريك شيء. في ظل هذا الاحتياط، لم يحدث فقط أن اهتزت مائدة الزينة بشدة وعنف، بل حدث أيضا، وبناء على رغبة أعلنها أحد الموجودين أن تحول الاهتزاز العنيف والتراقص إلى صندوق للبياضات في جانب آخر من الحجرة.

وذات مرة أخرى كانت الحجرة غير مضاءة، وقد أخذت الكتب والتحف تطير في فضاء الحجرة، محدثة آثارا واضحة عند ارتطامها بالسقف. وعندما أضيئت الأنوار فجأة، رأى الموجودون صندوق لعبة تأليف المنظر من قطع صغيرة، يرتفع في الهواء متجها إلى السقف، بينما كان الشابان يرقدان في سريرهما، وقد غطتهما الملاءة تماما، وبعد عدة ثوان، هبط الصندوق متحطما إلى الأرض، ولكن بعد أن تمكن العلماء من التقاط عدة صور له في أوضاعه المختلفة.

لقد أجمع العلماء والباحثون إلى أن الشابين لم يحاولا القيام بأية خدعة أو حيلة، وأن الحجرة كانت خالية من أي جهاز ميكانيكي يمكن أن ترجع إليه حركة الأجسام الطائرة، وقرروا أنه " لم يثبت أن نشاطا إنسانيا ما يمكن أن يعتبر مسئولا عن هذه الظاهرة الغامضة التي تجري في شارع بيرون".

وتقرير جمعية البحوث الروحية، يعكس حيرة العلماء أمام مسألة لم يصلوا إلى تفسير لها " إننا مقتنعون تماما بأن هذه الاضطرابات لم تحدث بفعل إنسان، ففي إحدى فترات الضوضاء، رأينا مائدة الزينة ترتفع في الهواء لعدة بوصات، وقد استطعنا أن نلتقط عدة صور فوتوغرافية لهذا، وهذه الظاهرة، لا تجد لها من تفسير منطقي، ولا يبقى سوى أن تنسب إلى نشاط الأرواح المشاغبة".

عندما حلت أعياد الكريسماس في نهاية 1972، بدأت هذه الظاهرة في الاختفاء، ثم اختفت نهائيا، واختفى معها حشد الباحثين والدارسين والعلماء الذي غص به شارع بيرون الضيق. ولكن بقي السؤال: ما هي حقيقة ما حدث في منزل شارع بيرون؟

 

غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق