مئات الشهادات من مختلف أنحاء العالم ذكرت بشكل مثير ظواهرا غريبة حدثت و لا تزال تحدث في بعض المنازل سواء أ كانت أرضية أو قصورا أو شققا بسيطة في العمارات.. أصوات مختلفة تُسمع و أشياء تتحرك تلقائيا في أماكنها أو تطير في الهواء كأن و كأن شخصا أو أشخاصا كانوا يفعلون بها ذلك، لكن الأمر في الحقيقة – يقول المختصون – يتعلق بقوة آتية من عالم آخر .
السيدة – جان مورانييه – و بالضبط في سنة 1973، شهورا قليلة بعد موت ابنها – جورج – الذي كان عمره 29 سنة، عاشت وضعا نفسيا صعبا للغاية و تجربة مرعبة و مؤلمة أحدثت زلزالا عنيفا في كل معتقداتها و مفاهيمها للحياة و الطبيعة. تقول – جان مورانييه – أن ثلاثة أو أربعة شهور بعد موت ابنها جورج لاحظت أن بعض الأشياء في شقتها كانت تجدها من حين لآخر في أماكن غير تلك التي وُضعت فيها أصلا .. ثم بدأت بين الحين و الآخر تسمع ضربات خفيفة جدا و يمكن وصفها بالضربات الخجولة على آلة البيانو بشكل خاص و كذا على بقية التأثيثات و التجهيزات. ضربات ليلية عنيفة في البيت و عزف على البيانو ذات ليلة بينما كانت – جان – و زوجها نائمين بعمق، استيقظت على وقع صوت شبيه بالضربة العنيفة التي دوت أرجاء البيت.. حاولت إيقاظ زوجها – بول – و لكن بدون فائدة، فقفزت من سريرها مضطربة، بعد أن سمعت عزفا موسيقيا كان صادرا بكل وضوح عن آلة البيانو .. فهل هناك من دخل المنزل؟ بشيء من الخوف اتجهت – جان – الى الصالون و الدهشة تنتابها لأن ذلك العزف الموسيقي لم يكن غريبا عنها .. حيرتها ازدادت عندما وصلت الى الصالون و اكتشفت أن ملمس البيانو كان يعزف وحده، فلا أحد أمامه و فجأة خفق قلبها و اقشعر بدنها .. فما كانت تسمعه من عزف كان اللحن الموسيقي المفضل لدى ابنها المتوفى .. نعم ابنها الميت – جورج – الذي أكد لها بتلك الطريقة بأنه هو الذي كان يقف وراء كل ما حدث في البيت من ظواهر غير طبيعية لأنه كان من الضروري أن تفهم – جان – بأن ولدها حي لسبب بسيط و هو أن جورج كان يعرف جيدا بأن أمه لا تؤمن بوجود حياة أخرى بعد الموت، و لذلك استوجب عليه بعد موته أن يقنع والدته بأنه كان لا يزال حيا و إن بشكل آخر. فهو قبل مفارقته للحياة ظل يُعيب على أمه اعتقادها المادي matérialisme الذي لا يعترف ببقاء الروح و استمرارية وجودها بعد زوال الجسد و في كل مرة كانت – جان – ترد عليه بأنها تتمنى الاقتناع و الإيمان بهذا الافتراض، لكن شريطة أن تتوفر لديها الأدلة و البراهين الكافية التي تغير وجهة نظرها و هذا ما برهن عليه – جورج – بعد موته. أثاث البيت يتحرك من مكانه السيدة – جان – لم تكن في البداية تتصور الحجم الذي ستصل إليه تلك الظواهر الغريبة في حياتها لأن أياما قليلة بعد واقعة البيانو، أدركت لدى عودتها الى البيت أن بعض الأشياء قد غيرت أماكنها رغم عدم وجود أية آثار توحي بأن هناك من دخل البيت من ورائها .. تأثيثات البيت و تجهيزاته كانت مرمية و مبعثرة و كأن الشقة خضعت الى تفتيش بوليسي متهور، لكن لا شيء كان ناقصا أو مكسرا .. الأمر كان شبيها بزوبعة وقعت هناك لتترك وراءها علامات الفوضى و عدم الترتيب كإمضاء يدل على أن ما حدث كان بفعل فلان ( و فلان هو جورج في هذه الحالة ). أحد علماء الظواهر الما وراء نفسية لا يؤمن بإمكانية تدخل أو تظاهر الإنسان بعد موته قال للسيدة – جان – بأنها هي التي كانت تتسبب في ما يحدث داخل بيتها و هذا تحت تأثير الصدمة النفسية العنيفة التي خلفها رحيل ابنها عنها، حيث تصدر عنها طاقة لا شعورية كبيرة تحرك تأثيثات البيت من مكانها. نفس الظاهرة في بيت الجارة يمكن أن يكون هذا العالم على حق قالت السيدة – جان – لكن إذا كانت هذه الأخيرة هي التي تحدث تلك الظواهر لا إراديا في بيتها، كيف يمكن تفسير حدوث نفس الظواهر في منزل شقيقة الميت، السيدة – ماري – التي تسكن على بعد عشرات الكيلومترات من هناك، فمنذ عدة أيام كانت السيدة – ماري – تبحث عن ثوب حمامها الذي يوجد عادة في قاعة الاستحمام، غير أنها بعد ذهابها الى قاعة حفظ المحاصيل الفلاحية le grenier لأخذ شيء آخر ، عثرت هناك على ذلك الثوب و أين؟ في حقيبة جد قديمة كانت قد تخلت عن استعمالها منذ مدة طويلة .. و ساعات قليلة بعد ذلك لاحظت – ماري – أن باب قاعة الاستحمام أخذ يطرطق ( يُفتح و يُغلق ) و كأن أحدا كان يفعل ذلك رغم أن – ماري – كانت وحيدة في البيت و لم يكن هناك أي تيار هوائي يمكن أن يتسبب في تحريك الباب بهذا الشكل المخيف. السيدة – ماري – تقول بأنها ظنت في لحظة معينة بأن شقيقها – جورج – هو الذي كان يفعل ذلك لكن لا شيء كان يثبت هذا الشك ، ربما لأن شخصية أمها ، يطغى عليها المنطق العقلاني إضافة الى كونها كانت تمارس عملا علميا لا يقبل إلا الملموس. الميت يتظاهر في بيت ابن شقيقته - جانين – البنت الثانية للسيدة – جان – و دون حتى أن تعلم بما كان يحدث في منزلي أمها و شقيقتها ماري، منذ عدة أيام، وجدت نفسها هي الأخرى أمام ظواهر جد متميزة . ففي الغرفة المجاورة لغرفة نومها، كان مولودها الجديد نائما بعمق و فجأة سمعت – جانين – صوت جر سرير طفلها فسارعت للتأكد مما التقطت أذناها، ففوجئت عندما وجدت السرير في مكان يبعد بثلاثة أو أربعة أمتار على الأقل عن مكانه الأول. و لحسن الحظ أن تخوف – جانين – لم يكن في محله، لأن الطفل لم يصبه أي مكروه و بقي نائما في هدوء كما تركته. – جانين – تقول أنها قصت على أمها هذه الواقعة فقالت لها بأنه من غير المستبعد أن يكون أخوها – جورج – هو الذي يفعل ذلك، فلم تُفاجأ ( جانين ) لأنها كانت مؤمنة باستمرارية الحياة بعد الموت ... و أيام معدودة بعد ذلك استيقظت – جانين – في منتصف الليل على وقع تكسير كان يبدو أنه يصيب أواني المطبخ، لكن و بكل غرابة لم تجد أي شيء مكسرا هناك. بعد الذي حدث في بيتها و بيتي ابنتيها ماري و جانين ، اضطربت السيدة – جان موانييه - و قررت الاتصال بوسيط روحي نصحها بإشعال شموع في بيتها و هذا ما نفذته السيدة – جان – بعدما آمنت بأن ابنها الميت – جورج – هو الذي كان يتسبب في إحداث تلك الظواهر ، و أن هناك فعلا استمرارية لروح البشر بعد موتهم، و بالتالي آمنت أيضا بالله سبحانه و بقوته و سلطته و قدرته على كل شيء. اثر ذلك التقت السيدة – جان – في بيتها بذلك الوسيط الروحي الذي انتظر أن تصلي هي أولا قبل أن يشرع في محاولة اتصال بجورج، و منذ ذلك اليوم دخلت – جان – في مرحلة أخرى. فذات ليلة، أدى بها صوت غريب الى مغادرة غرفتها و النزول الى الصالون، لكن هذه المرة كان كل شيء يبدو عاديا على الرغم من أن السيدة – جان – شعرت بحضور معين في المكان... ليلة رعب في بيت شقيقته الأخرى و في نفس تلك الليلة و على بعد كيلومترات من البيت كانت ابنتها – ماري – وحيدة في منزلها لأن ابنها كان في رحلة ترفيهية و زوجها في سفر عمل .. غرفة ابنها – ايريك – كانت مسرحا لظواهر مرعبة .. في نفس تلك الليلة إذن استيقظت – ماري – من نومها بعد أن سمعت أصواتا غريبة راحت تبحث عن مصدرها الذي تبين بأنه غرفة ابنها و هناك عاشت ما لن تنساه أبدا ما دامت حية ، حيث اكتشفت ألعاب ابنها ايريك تتحرك و ترقص و سيارة صغيرة له ( لعبة ) تسير ذهابا و إيابا بسرعة مدهشة و كانت تتقدم صوب قدمي – ماري – التي بقيت تتهرب منها، في الوقت الذي كاد فيه قلبها أن يتوقف من شدة الخوف. غير أنها تذكرت أمها التي أوصتها بعدم الخوف في حالة رؤيتها لشيء غريب مهما كانت طبيعته و أن تفكر مباشرة في شقيقها الميت جورج و بأن تحدثه و هذا ما فعلته – ماري – التي خاطبت أخيها المتوفى بصوت امتزج فيه الخوف بالحزن، قائلة له: " جورج .. إن كنت أنت المتواجد هنا، فأشعل المصباحين الأماميين للسيارة ( السيارة اللعبة ) ثلاث مرات و هذا ما كان فعلا، إذ اشتعل مصباحا السيارة اللعبة ثلاث مرات، الشيء الذي زاد من خوفها رغم تأكدها بأن شقيقها – جورج – هو الذي كان حاضرا في بيتها. و في صباح اليوم الموالي هرولت – ماري – باتجاه غرفة ابنها لرؤية تلك السيارة التي وجدتها مخبأة في مكانها الأول تحت السرير و حتى تطمئن – ماري – أكثر، أخذت السيارة و تأملت فيها جيدا فاكتشفت ما أكد أكثر و بدون أدنى شك أن شقيقها – جورج – زارها فعلا لأن السيارة لم تكن قديمة فحسب و تقريبا كل مركبات محركها مفككة و مهشمة ( كما يفعل كل الأطفال بلعبهم ) بل أنها أيضا لم تكن مزودة ببطاريات.
غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض |
الاثنين، 10 يناير 2011
جورج الميت الذي زار أمه و شقيقتيه في ثلاث منازل مختلفة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق