الأربعاء، 12 يناير 2011

ملك ينبغي أن يُقطع رأسه و جلاّد تخونه الشجاعة

عندما حكم على الملك تشارلز الأول بالإعدام، رفض الجلاد العام في انجلترا قطع رأسه. إذ لم يكن أحد يود أن يسجل التاريخ أنه الجلاد الذي قطع رأس الملك لأول مرة في تاريخ إنجلترا. ولذلك عندما صعد الملك إلى منصة الإعدام في صباح يوم 30 جانفي 1649، جيء له بجلاد يلبس قناعا على وجهه ويضع لحية زائفة وشعرا مستعارا.

لم يكن هدف المحاكمة سماع أقوال الملك، وإنما لإعلان الحكم عليه بالإعدام. كان ينبغي موت الملك، لأن بقاءه حيا سوف يثير القلاقل وربما أشعل الحرب الأهلية ثانية. لقد كان وجود الملك تاشرلز محرجا لحكام إنجلترا الجدد، ولذا كان لابد له من أن يختفي. ولكن كيف؟ هل يتم قتله غيلة أو بالسم؟ لقد توصل كرومويل ومؤيدوه إلى حل آخر تمثل في عقد محاكمة علنية للملك تعلم كل الملوك بأنهم عرضة للعقاب إن هم أساءوا لشعوبهم وظلموا.

هكذا سيق الملك إلى قاعة المحكمة ليقف أمام هيئة مكونة من 135 عضوا لم يحضر منهم، بسبب الجبن، سوى النصف. لقد كانت المحاكمة أول حدث من نوعه في التاريخ، وكان ينبغي مشاركة أكبر عدد من المسؤولين والقضاة في تحمل مسؤولية إعدام الملك الذي كان مقررا سلفا.

كان رئيس هيئة المحكمة المحامي جون برادشو الذي وضع على رأسه خوذة ضد الرصاص. و كانت قاعة المحكمة غاصة بالجنود بحيث تعذر على الكثيرين دخول القاعة من الأبواب التي ظلت مفتوحة طوال الوقت للجمهور. وفي الوقت المحدد دخل الملك القاعة بكامل زيه الرسمي، وجلس على الكرسي المخصصة له. وقد رفض خلع قبعته دلالة على عدم احترامه لهيئة المحكمة وشرعيتها.

بعد الحيثيات، وجه المدعي العام، السيد كوك، الاتهام للملك بالخيانة العظمى، وبتحوله إلى طاغية يقف ضد إرادة الشعب والبرلمان. استمع الملك إلى التهم الموجه إليه بصمت، غير أنه ضحك بصوت مرتفع عندما ذكر المدعي العام أنه طاغية وقاتل. بعد ذلك طلب منه الرئيس أنه يرد على التهم الموجهة إليه، غير أن الملك أجاب:" أود أن أعرف أولا ما هي السلطة التي تملك أن تحضرني إلى هنا، وبعد ذلك أرد". قال الرئيس برادشو له:" أنت تحاكم هنا باسم الشعب الذي انتخبك ملكا". فرد عليه الملك:" إنجلترا لم تعرف الانتخابات طوال تاريخها، وهي مملكة يتم توارث العرش فيها منذ أكثر من ألف عام. ولذا أود أن أعرف بأي حق أحاكم هنا؟". وهنا رفع الرئيس الجلسة.

عند استئناف المحاكمة في اليوم التالي رفض الملك بعناد الرد على التهم المواجهة إليه وظل يصر على القول بأن المحكمة لا تملك حق محاكمته. وعند ذلك أعلن الرئيس أن الملك يتحدى هيئة المحكمة، ونادى على الشهود لسماع أقوالهم. وقد تقدم للشهادة ضد الملك أكثر من 24 برلمانيا شهدوا أن الملك أمر بإعلان الحرب على الشعب، بل وشارك بنفسه في محاربة الشعب. وشهد البعض أنهم رأوا الملك فوق صهوة جواده والسيف في يده. وهذه التهمة شبيهة بجريمة الحرب في أيامنا هذه.

هكذا صدر الحكم على الملك بالإعدام لأنه السبب في الخراب والدمار والحرائق والقتل الذي شهدته إنجلترا إبان الحرب الأهلية. لكل هذا تحكم المحكمة على المدعو تشارلز ستيوارت بالموت عن طريق فصل رأسه عن جسده. وبعد صدور الحكم طلب الملك الكلام، ولكن برادشو رفض طلبه وأمر الحراس بإخراجه من القاعة. وقد غادر الملك القاعة وسط بصاق الجنود وهتافاتهم المهينة والساخرة ضده.

بعد يومين على انتهاء المحاكمة سمح للملك برؤية أولاده الصغار. وفي 29 جانفي صادق كروميل ومعه 68 آخرين على الحكم الذي تم تنفيذه في صباح اليوم التالي علنا أمام الجمهور. وقد طلب الملك في ذلك الصباح ملابس تقيه البرد حتى لا يراه الناس يرتجف فيظنون أن ذلك بفعل الخوف، كما قال. وعلى منصة الإعدام شرح باختصار إنجازاته، ومبادئ نظام الحكم في إنجلترا، وختم حديثه بالقول:" لم أكن أعرف أن سعادة الناس تكمن في عمليو مشاركتهم في الحكم. فهناك فرق واضح بين الرعية والملك".

لقد تم قطع رأس الملك بضربة واحدة. ثم رفع الرأس عاليا ليراه الجميع. بعد ذلك صعد الجمهور إلى المنصة ليغمس كل فرد متعطش للدم منديله في دم الملك للذكرى.

 

غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق