" ايميل " مستشار صاحبه الوحيد
فإذا أحس مثلا أن الأمر يتعلق بزبون ذي نية صادقة فانه يرتخي بكامل جسمه على المكتب و كأن الأمر لا يهمه لا من قريب و لا من بعيد أما إذا ما شعر أن الزبون يناور محاولا إيقاع - آلان - في الفخ فانه يقفز من المكتب و يأخذ في المشي و يدور بقلق من حول الشخص.أما ذيله فانه لا يتوقف عن التحرك بشكل عصبي غريب
يقول السيد - آلان.ب - من مدينة بوردو الفرنسية، بأنه ليس هو الذي اختار قطه بل العكس، أي أن قطه هو الذي اختاره و قد تقولون بأن هذا الشيء ليس بجديد، إذ غالبا ما يحدث الأمر بهذا الشكل، أي أن القط هو الذي يتقرب من الشخص و يستلطفه قبل أن يحمله على التكفل به، تماما كالنساء اللائي يعتقد الرجال بأنهم اختاروهن، بينما الحقيقة أن النساء هن اللواتي يوقعن الرجال في شباكهن بطريقة أو بأخرى.
ذات يوم كان السيد - آلان - يقود سيارته بسرعة، لأنه تأخر عن موعد زواج صديقه الذي طلب منه الحضور كشاهد على قرانه و في أحد منعطفات الطريق التي كانت وعرة، فوجىء بقط أسود يتوسط الدرب على بعد قرابة مائة متر من السيارة و رغم السرعة الجنونية التي كان يسير بها، لم يجد - آلان - أمامه حلا، سوى المغامرة بوضع قدمه بأكبر ما أوتي من جهد، على المكبح الذي و لحسن الحظ، أوقف السيارة على بعد أقل من مترين من القط. هذا ألأخير و بكل غرابة، لم يتحرك من مكانه و كأن الشيء لا يعنيه، بقي ثابتا على مؤخرته، يحدق بعينيه في آلان بعد نزوله من السيارة و يقول صاحب هذه الشهادة أن ذلك الحيوان كان من حظه أن وقع في شخص يحب الحيوانات و يؤمن بخرافاتها و إلا لكان القتل مصير ذلك القط، إما بالسيارة و إما بالضرب لأنه لو لم يستر الله، لتسبب القط في حادثة قتل... و في الوقت الذي حاول فيه - آلان - طرده من المكان، فلت القط من بين قدميه و ركب المقعد الخلفي للسيارة، فلم يغامر - آلان - بإضاعة الوقت في محاولة اصطياد الحيوان، فركب السيارة و واصل مشواره بأقصى ما أمكنه من سرعة، لأنه متأخر عن موعده الجدي، إلى أن وصل إلى الكنيسة التي كان من المقرر أن يُقام فيها حفل القران. نزل - آلان - من سيارته جاريا نحوها، ناسيا وراءه ذلك الحيوان المتطفل الذي لم يتذكره ثانية، إلا في المساء عندما ركب سيارته للالتحاق بالفندق المعين لقضاء ليلته. كان القط وحيدا في المقعد الخلفي يلحس قدميه، فاقترب منه - آلان -، أخذه بيديه و وضعه خارج السيارة، بعد أن مسح بلطف على رأسه و بعد دقائق معدودة، أوقف - آلان - سيارته أمام مبنى الفندق، حيث وجد من يستقبله و أوصله إلى غرفته... استحمى، غير ملابسه و غادر المكان على متن سيارته للالتحاق بالمطعم، حيث كان مبرمجا أن يستمر الحفل إلى ساعة متأخرة من الليل، لكن نظرا لحرارة الجو ليلتها، فقد ترك - آلان - نافذة غرفته مفتوحة. بعد منتصف الليل، عاد - آلان - إلى الفندق و هو يترنح، لأنه شرب الخمر حتى فقد توازنه و أول ما شاهده لدى دخوله الغرفة، القط الذي ما أن رآه حتى هر بعطف قبل أن يختفي قافزا من النافذة، لكن في صباح الغد بعدما استيقظ - آلان - وجد القط جالسا على سريره، فلم يتأخر من بعد في مشاطرته فطور الصباح قبل أن يختفي مجددا و عند خروج - آلان - من الفندق ظن فعلا أنه سوف لن يلتقي من جديد بذلك القط، إلا أنه ما أن وضع حقيبته في الصندوق الخلفي للسيارة حتى وجده أمامه و أكثر من هذا انتهز القط، فرصة فتح أول باب للسيارة للقفز و الجلوس على المقعد الخلفي كما فعل في المرة الأولى... الشيء كان مزعجا بالنسبة للسيد - آلان - لكنه بعد تفكير قصير في حياته التي يقضيها وحيدا دون زوجة أو أبناء، قرر منح فرصة للحيوان عله ينجح في معاشرته و بذلك قدم لخادمته رفيقا جديدا أسماه - ايميل - و الذي ما أن دخل البيت للوهلة الأولى حتى أخذ يتصرف كما لو أنه كان سيد المكان. و يقول - آلان - في شهادته بأنه تعود استقبال بعض النساء في بيته من حين لآخر، لكن ذات ليلة عند استضافته لإحدى صديقاته لم يتردد القط في خلبها عندما حاولت لمسه، مما جعلها تغضب غضبا شديدا و تشترط من أجل بقائها في البيت، رحيل القط لكن - آلان - لم يتأخر في اختيار الاحتفاظ بالقط و هكذا في ظرف شهور قليلة جعل القط - ايميل - كل الأشخاص الذين يتقبلهم صاحبه عن ضعف أو دون رغبة فيهم، ينفرون من البيت و يقطعون علاقاتهم نهائيا بآلان الذي قال في شهادته بأن ذلك جعله يرتاح من مخالطتهم، بدليل أن القط - ايميل - لم يتجرأ يوما واحدا على إصابة أحد بسوء ممن يحبهم - آلان - بصدق و يرتاح إلى وجودهم، مما جعله يعتقد جازما بأن قطه يتمتع بأحكام سريعة و جادة على معارفه و كل الأشخاص دون استثناء. و يذكر - آلان - بأنه كان يعمل عند تاجر أثاث فتح له باب مشاركته في رأس المال بعد خروجه إلى التقاعد، الشيء الذي زاد في التزاماته و فرض عليه في بعض الأحيان، استقبال زبائنه في بيته، حيث كان القط - ايميل - يجلس دائما على المكتب و يحضر اللقاءات و قد لاحظ - آلان - أن القط كان في كل مرة يدرس الزوار جيدا و كأنه خبير و في كل مرة كان يدرس الزوار جيدا و كأنه خبير و في كل مرة كان يقدم رأيه بشكل متميز حسب طبيعة الحال، فإذا أحس مثلا أن الأمر يتعلق بزبون ذي نية صادقة فانه يرتخي بكامل جسمه على المكتب و كأن الأمر لا يهمه لا من قريب و لا من بعيد أما إذا ما شعر أن الزبون يناور محاولا إيقاع - آلان - في الفخ فانه يقفز من المكتب و يأخذ في المشي و يدور بقلق من حول الشخص.أما ذيله فانه لا يتوقف عن التحرك بشكل عصبي غريب و هكذا استطاع - آلان - أن يتعرف على مختلف مواقف قطه من الزبائن الذين يزورونه و يكفيه أن ينظر إلى قطه ليفصل في القضية مع المتعامل التجاري الذي أمامه، حتى أن القط - ايميل - أصبح وجوده ضروريا، متى و حيثما تواجد صاحبه، بما في ذلك خارج البيت، فهو أصبح يحظر عمليات بيع و شراء العقارات و حتى توقيع الوثائق عند الموثق، بدليل أن - آلان - كان سيتورط ذات مرة في عملية شراء غير قانونية مع عدة أشخاص التقى بهم عند الموثق و كان من المقرر أن يستلم منهم مبالغا مالية هامة بطريقة غير قانونية رغم الوثائق التي بفعل التحايل على القانون كانت سليمة، لكن القط - ايميل - عندما دخل مكتب الموثق، لم يتوقف على تركيز نظره تجاه سيدة، ثم يحول عينيه إلى ثلاثة أشخاص معينين و أعاد ذلك عدة مرات و كأنه يقول لآلان بأن فخا نصبه له الأشخاص الثلاثة الذين كان يعينهم له ببصره ... و هو الشيء الذي وضع آلان في حيرة من أمره، لأنه لم ينجح في فهم رسالة قطه و بالتالي إدراك طبيعة الخطأ أو نوعية الفخ الذي كان مهددا بالوقوع فيه. فكل شيء مثلما ذكرنا كان على أحسن ما يرام، لكن - آلان - بإلحاح من قطه القلق، انتابه الشك في صحة الأوراق النقدية التي أتى بها الأشخاص الثلاثة لتسليمها، ففي حالة اكتشافها مزورة، لا يستطيع حتى متابعتهم قضائيا، لأن كيفيات استلامها غير قانونية. فكتب - آلان - ورقة صغيرة سلمها إلى مساعد الموثق، طلب منه فيها، حضور خبير بنكي لمعاينة ألأوراق النقدية ( دولارات ) التي تبين من بعد بأنها كانت مزور. و مرة أخرى بينما كان - آلان - يقضي ليلته رفقة فتاة جاء بها من الشارع، أقام - ايميل - حربا حقيقية داخل البيت، فرمى به - آلان - في المطبخ و غلق عليه الباب، لكن هذا لم لمنعه من ضرب الباب و تكسير كل الأواني و كأنه كان يريد بأي ثمن جلب انتباه سيده إلى خطر معين. إلا أن - آلان - كان غارقا في ملذاته و لم يتدارك الأمر إلا بعد خروج ضيفته. عندها اكتشف بأن حافظته الصغيرة بما كان فيها من أوراق نقدية و بطاقات صرف بنكية و صكوك قد سرقته رفيقة ليلته و يضيف - آلان - بأنه باستطاعته أن يروي لنا عشرات القصص الغريبة عن ذلك القط، لكنه فضل الاكتفاء بأكثر القصص عجبا و منذ سنوات قليلة كان عليه أن يسافر في عطلة إلى منطقة " الكراييب " و لم يكن بوسعه أخذ القط - ايميل - معه فتركه رفقة والدته ( والدة آلان ) التي تقيم في بيت جد جميل بحديقة شاسعة تطل على شاطىء البحر و قد سبق لهما ( أي لآلان و القط ايميل ) قضاء نهايات أسابيع هناك في ذلك البيت، لكن بعد عودته من السفر فوجىء بفرار القط غير أن المفاجأة حدثت عندما كان - آلان - يتأهب لفتح باب سيارته، حيث وجده عند قدميه يموء بعصبية و كأنه يلومه على ذلك الغياب غير المبرر. - يوكي دسنوس - و - جاك يونات - كانت لديهما قطط من هذا النوع، فمنذ العهود الغابرة، أولى الفراعنة، عناية خاصة بالقطط، فقد كانوا يستجوبونهم و الكهنة يترجمون حركاتهم و سلوكاتهم و موائهم. أما الإغريق فقد كانوا يرون في القط إلها و في الهند إلى يومنا هذا يعتقد أناس أن كل قط متواجد في أسرة ما هو في الحقيقة إلا التأنس الجديد réincarnation لشخص قريب ميت.
غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض |
الاثنين، 10 يناير 2011
قط ليس ككل القطط
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق