الاثنين، 10 يناير 2011

وقف على ماضيه الذي اكتشفه في الحلم

حالة محيرة لكنها حقيقية و مؤكدة

 

السيد – بيار بارا – متقاعد حاليا.. موظف قديم في الشرطة يقيم في شقة بباريس تشاطره فيها زوجته – أودات – وحدها بعد أن تزوج الأبناء الثلاثة و تركوا لوالديهم الهامش الضروري لتقاعد " مبحبح ". ذات ليلة رأى السيد – بيار – حلما غريبا. كان ذلك في شهر أوت 1980... صور مزعجة ظهرت فجأة في حلمه و من بينها عربة يجرها حصان قوي، كانت تقل امرأة تتألم بشدة لأنها كانت على وشك الولادة... رجل يقود العربة في حالة اضطراب قصوى بفعل ما كانت تعاني منه تلك المرأة ، فهو كان يضرب الحصان بدون رحمة و لا شفقة حتى يدعه الى الاسراع أكثر لأن ذلك الرجل لم يكن في الحقيقة سوى زوج الحامل حسب ما استنتجه و أحس به صاحب الحلم الذي و هو نائم، ظل مقتنعا بأنه هو نفسه ذلك الرجل الذي يقود العربة و أن تلك المرأة لم تكن الا زوجته – أودات – رغم أن الشخصيتين اللتان ظهرتا في الحلم لم تكونا يشبهان بيار و زوجته على الإطلاق... أوجاع المرأة الحامل ازدادت ضراوة  قبل أن تلد داخل العربة و تنجب توأمين.

لكن حلم بيار لم يتوقف عند هذا الحد، بل تواصلت صوره الى غاية ذلك المشهد الغامض الذي رأى فيه سائق العربة ( السيد بيار نفسه ) واجهة مبنية على حافة الطريق كاشارة الى اتجاه قرية معينة و استطاع السائق أن يقرأ على الواجهة بعض الحروف المتقطعة من اسم قرية معينة و موازاة مع هذا المنظر عرف – بيار – ( الذي هو ذاته السائق ) أنه يعيش في القرن الثامن عشر ... و بغتة أخذت العربة اتجاه القرية المشار اليه بالواجهة... الرجل التفت الى زوجته و طمأنها و الابتسامة تطبع محياه على نحو يوحي بأن أياما عديدة كانت قد مرت على تلك الولادة. الزوجان شعرا بالراحة لأن العربة كانت في طريقها الى القرية التي يقيمان فيها ( حسب ما استنتجه بيار الذي رأى الحلم ) ثم انقطع المشهد ليرى بيار نفسه  و زوجته ( تلك المرأة التي ولدت ) و ابنيهما التوأمين في حديقة بيتهم، حيث كان الكل يتبعه بينما كان هو يحمل صندوقا قصد إخفائه تحت الأرض بعد أن وضع بداخله وثائقا استنتج بيار و هو يحلم دائما بأنها كانت وثائقا هامة و كل ما كانت تملكه زوجته من مصوغات و أشياء ثمينة و أثناء ذلك كان بيار ( في حلمه دائما ) مقتنعا من أنه يعمل في الفلاحة رفقة زوجته. و مثلما يحدث في كل الأحلام، فان المناظر كانت تغير ديكورها فجأة ... بيار رأى مقبرة عتيقة ثم شاهد رجلا وحيدا يقف أمام أحد القبور كُتب على رخامه التعريفي اسم john Brown  و بكل غرابة عرف السيد بيار في حلمه دائما أن ذلك الرجل الدفين في القبر أي المسمى جون براون ما هو إلا هو ذاته أي السيد بيار الذي كان يرى الحلم.

في صباح اليوم الموالي لذلك الحلم الغريب و بعد استيقاظه مباشرة، سارع السيد – بيار – الى سرد قصة حلمه على زوجته التي أخبرها بأنها كانت حاضرة في رؤيته في شكل تلك المرأة التي لم يتردد في التعبير عن إعجابه بها مثلما كانت في زمنها الذي رآها فيه أي في القرن الثامن عشر... " ااني واثق تمام الثقة من أن قائد العربة كنت أنا بنفسي و أن تلك المرأة التي ولدت أثناء الطريق كانت أنت ذاتك. انني واثق من ذلك حتى و ان كنا بمظهرين مغايرين " هكذا قال السيد بيار لزوجته بعد أن روى تفاصيل ما حلم به  و من ذلك مثلا أن واجهة تلك القرية لم يتمكن من قراءة ما كان مكتوبا عليها سوى حرفي OS و حرفي RY في نهاية الكلمة التي تشكل الاسم المفترض لتلك القرية. السيد – بيار – اعتاد رؤية أحلام مدهشة في الدقة، كان يرويها دائما لزوجته، و لكن حلم تلك المرة كان غريبا بشكل جعل السيدة أودات لا تستبعد احتمال أن يكون شريك حياتها قد رأى في حلمه الأخير جزءا من حياته الماضية حتى أن – بيار – من شدة تأثره بما رأى ، قص الواقعة على كل معارفه و أصدقائه المقربين، خصوصا في شق الحلم الذي قرأ فيه اسم –جون براون – على رخام ذلك القبر الذي حسب ما أحس به بيار أنه هو نفسه صاحب ذلك الاسم و أنه هو الذي كان مدفونا في ذلك القبر. الزوجان بارا ( بيار و أوديت ) قررا البحث عن بعض تفاصيل الحلم في الواقع و من ثمة لم تتردد السيدة أودات بكل شجاعة و جدية ، الشروع في التفتيش في كل ما وقع بين يديها من مطبوعات سياحية  و دلائل هاتفية و خرائط جغرافية و كتب تاريخية و أثرية علها تعثر على مدينة أو حتى مجرد قرية صغيرة يبدأ اسمها بحرفي OS و بالفعل فقد اكتشفت مدينة تقع ببريطانيا و اسمها OS WESTRY  .

بيار و زوجته أودات لم يسبق لهما أن زارا بريطانيا، لكن الزوجة عقدت العزم على أخذ زوجها الى هناك و بالضبط الى – أوس واستري – و ذلك بعد أن اقتنعت بأهمية هذا السفر بالنسبة ل- بيار – و لتوازنه النفسي، اضافة الى المؤشر الذي اكتشفته هي بنفسها و الذي يؤكد وجود المدينة التي لم ير بيار من اسمها سوى الحرفين الأولين و الأخيرين منه، فقررت أودات احداث المفاجأة لرفيق حياتها و هكذا توجهت لوحدها الى أقرب وكالة نقل جوي، أين استفسرت في البداية عن أحسن المسالك المؤدية الى مدينة OS WESTRY  ، فعلمت من احدى عاملات الوكالة بعد دراسة سريعة لاحدى الخرائط أن مطار برمنغهام ( ببريطانيا ) كان أحسن محطة أولى لبلوغ الهدف. حينها حجزت تذكرتين فاجأت بهما زوجها الذي لم يكن يعلم شيئا عن ترتيب ذلك السفر.

أيام قليلة مرت و حطت الطائرة بالزوجين – بارا – على أرض أنجلترا. في البداية بدت لهما مظاهر الضياع بطبيعة الحال، لكن بمجرد وصولهما الى مدينة OS WESTRY  ، تغيرت الأمور بغرابة، حتى قبل دخولهما اليها، حيث راح السيد – بيار – يتحدث لزوجته واصفا سلسلة الجبال المحيطة بالمدينة، رغم كونه لم يسبق له أن تحدث عنها من قبل أما عند بلوغ وسط المدينة فقد تعرف بيار على الشوارع واحدا واحدا و أخذ يعبرها و يدخلها و يخرج منها كما لو أنه قضى كل حياته فيها و فجأة و على مقربة من منعطف أحد الأحياء، توقف بيار ليفصح عن اكتشاف من أغرب ما يكون ...لقد قال: " هنا ..هنا..هنا، انني واثق هنا " لقد تعرف على بيت حلمه و الذي رأى فيه نفسه رفقة طفليه و زوجته، أثناء القرن الثامن عشر كما استنتجه في حلمه.

السيد بيار وقف مشدوها أمام ذلك البيت الذي لم يبق بشأنه أدنى شك من أنه كان في يوم ما، مسكونا من طرف بيار و عائلته... حنين متوهج هز الرجل و زعزع جوارحه و لم يعد يجد ما يقوله أمام أطلال ماضيه البعيد البعيد... البعيد.

بحث بيار بشغف كبير عن الشجرة التي أخفى بالقرب منها ذلك الصندوق و ما فيه من وثائق هامة و مجوهرات ثمينة لزوجته ( كما رأى في الحلم ) لكن بدون جدوى، غير أن ذلك لم يمنعه و زوجته من التفتيش عن هوية John Brown ( ذلك الاسم الذي رآه في الحلم مكتوبا على رخام قبر ) و لهذا الغرض كان على الزوجين أن يزورا كل مقابر المدينة الى غاية تلك اللحظة التي أحس فيها بيار نفسه ينساق الى الاتجاه السليم و بالفعل فقد وجد نفسه داخل نفس المقبرة التي رآها في حلمه ، قبل أن يقف على قبر كُتب على رخامه اسم – جون راون -، لكن ما الذي يكشف عن حقيقة هوية صاحب هذا الاسم ، خصوصا و أن بيار كان في حلمه متيقنا تمام اليقين من أنه هو الذي كان مدفونا في ذلك القبر الذي رآه في الحلم.

استنجد الزوجان بمصلحة أرشيف بلدية أوس وستري التي أفادتهما بعد تفتيش لم يدم طويلا بأن عائلة معينة تحمل لقب براون عاشت بمنطقة " أوس وستري " ما بين القرنين الخامس و الثامن عشر و أنه من بين هذه العائلة، شخص يدعى – جون براون – أنجبت زوجته طفلين توأمين.

ما عاشه السيد بيار بارا، في هذه التجربة التي قاده إليها ذلك الحلم الغريب ما هو في الحقيقة إلا عينة من بين مئات آلاف الحالات التي عاشها و لا يزال يعيشها آخرون على نحو " قد " يؤكد بطريقة أو بأخرى أو الى حد ما صحة و لو نسبية في نظرية التأنس الجديد التي تقول بأن الإنسان يتجدد باستمرار بعد موته أي أنه يعود الى الحياة في شكل إنسان آخر و في حضارة أخرى.

 

غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق