الاثنين، 10 يناير 2011

صبي يتذكر تفاصيل حياته قبل ولادته

عندما اصطحبوا الصغير إدوارد سابريرو إلى شوارع المدينة الغريبة عليه، تصرف كما لو كان قد عاد إلى مدينته الأصلية. واجهوه بأشخاص لم يرهم من قبل، فعرف اسم كل منهم، وحياهم كأصدقاء قدامى.

وانهمرت الدموع من عيون والديه، عندما رأوه يندفع نحو امرأة في منتصف عمرها تقف إلى جانب الطريق وهو يصيح " هذه هي أمي الأخرى". لقد أدرك الوالدان في هذه اللحظة أن معجزة قد حدثت. ذلك أن شخصية طفل آخر لم يعرفها من قبل، رحل عن هذه الدنيا، قد تقمصت جسد ابنهما إدوارد.

حاليا، يعيش إدوارد الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره مع عائلته في إحدى ضواحي هافانا بكوبا. وهو يتكلم دائما عن حياته الأخرى. عن الأصدقاء الذين قابلهم، وعن الأشياء التي قام بها. ويتكلم عن الليلة التي مات فيها.

في البداية تعالت ضحكات الوالدين، عندما راح إدوارد وهو في الثالثة من عمره يحكي القصص عن أخين له يسميان مرسيدس وجبن، وعن أم جميلة ذات بشرة بيضاء وشعر أسود. كانت أمه تقول لأبيه:" مدهش. إن الصبي يبتكر الحكايات من خياله".

لكن مع مضي الأيام، تراكمت حكايات إدوارد عن حياته الأخرى. حكايات مترابطة ومتصلة، إلى حد أن طبيب الأسرة عندما كان في زيارة للبيت، استمع إلى بعضها، فثار اهتمامه بالموضوع. فأجلس الصبي على ركبتيه وأخذ يستجوبه برفق. قال إدوارد إن أمه الأخرى كانت تعمل في صناعة القبعات. وكانت عادة ما توفده في مهمات إلى المحال القريبة، وبصفة خاصة إلى مخزن الأدوية الذي كانت أسعاره أقل من المخازن الأخرى. وأنه كان يفضل الجولات الطويلة، حتى يمكنه أن يستمتع بركوب الدراجة التي كانوا يضعونها في غرفة بالدور الأرضي.

وحكى إدوارد للطبيب كيف أصابه المرض الشديد، وكيف بكت أمه بحرقة، وخاصة عندما وصلت سيارة الإسعاف لتنقله إلى المستشفى. وقال إنه لم يصل إلى المستشفى، فقد مات داخل السيارة في الطريق. قال إدوارد عن تلك اللحظات:" أذكر أنني كنت أنظر إلى الأضواء الخاطفة التي كانت تتراقص داخل السيارة، نتيجة لتتابع أضواء الطريق. بدأت هذه الأضواء تخف تدريجيا. كنت متعبا، لكني لم أكن خائفا أو حزينا".

سأله الطبيب:" وماذا كان اسمك؟"

أجاب الصبي:" بانشو سيسو. كنا نعيش في شارع كامباناريو بمدينة نيوفيتاس".

وهكذا وجد الطبيب أو الخيط الذي يساعده في بحث هذه الحالة.

في إحدى عطلات نهاية الأسبوع، قامت أسرة الصبي برحلة إلى نيوفيتاس، وعند أحد المنحنيات، صادفوا مخزنا لبيع الأدوية، فصاح الصبي:" أنظروا هذا هو المخزن الذي كنت أشتري منه".

وانفلت الصبي من بين يدي والديه، مندفعا نحو المنحنى الآخر للطريق، حتى وصل إلى شارع كامبناريو. وإلى المنزل رقم 69 بالتحديد. وهو يصيح" وهذا هو منزلي".

قرع والد إدوارد الباب، لكن أحدا لم يكن بالبيت، فعادت الأسرة تسودها حالة من الانفعال الشديد إلى هافانا، حيث جرى الاتصال باتحاد الأبحاث الروحية، بهدف استشارته وسؤاله. هل يمكن أن تكون هذه إحدى حالات تناسخ الأرواح وانتقالها من جسد إلى جسد جديد في حيات متعاقبة؟

وعلى الفور بدأت الدراسة المنظمة للحالة. جرى الاتصال بالسيدة التي تسكن المنزل رقم 69 في شارع كامباناريو. قالت:" نعم. لقد مات طفلها بانشو بالتحديد منذ أربع سنوات". وعندما عرض عليها أن تساعد الاتحاد في بحثه، وافقت.

عاد الصبي إدوارد مرة أخرى إلى نيوفيتاس، برفقة من الباحثين. وكان هؤلاء يحملون معهم الملف الذي يضم كل الروايات التي حكاها إدوارد عن حياته السابقة. أمه التي تدعى امبارو، والده الذي يدعى بيرو. شقيقيه. كان الملف يضم وصفا كاملا للمنطقة التي كان يعيش فيها، وبخاصة ذلك الخط الحديدي القائم خلف البيت. وكيف أن والده كان يعمل في مكتب البريد، وكان يمضي إلى عمله فوق دراجة زرقاء. وقد ذكر أسماء الأماكن والمدن التي سافرت إليها الأسرة في رحلاتها، ووصف بدقة ما جرى في هذه الرحلات.

وتكلم عن كلب كان يملكه، واسمه تولو، وحكى عن النهاية المؤسفة لذلك الكلب بين عجلات الترام. وبشكل عام، تضمن الملف 53 واقعة من وقائع الحياة اليومية لتلك الأسرة. وقد كانت دهشة هيئة الباحثين بالغة، عندما أفادت السيدة بصدق تلك التفاصيل ودقتها. كما أن معظم هذه الوقائع لم يكن في إمكان أحد غير ابنها بانشو أن يعرف تفاصيلها.

تولت هيئة الباحثين تنظيم اللقاء بين ادوارد والسيدة سيسو على النحو التالي. تقف السيدة سيسو وسط طريق مزدحم بالمارة، بينما يسير إدوارد بصحبة والدته في نفس الطريق. عندما تم هذا، توقف الصبي عن السير،عندما أبصر السيدة سيسو صاح على الفور بانفعال كبير" هذه هي أمي الأخرى، هناك عند فاترينة المحل".

بكت السيدة كابريرو، وجرت السيدة سيسو مبتعدة، غير قادرة على مواجهة هذه الظاهرة الغريبة.

وفي تجربة أخرى استطاع إدوارد أن يستدل على عدد من أقارب الطفل الراحل بانشو وأصدقاء عائلته، ومن وسط زحام كبير. فكان يخاطبهم واحدا واحدا بأسمائهم التي لم يكن يناديهم بها سوى بانشو. وإلى اليوم، ما زال إدوارد يدهش والديه بتفاصيل جديدة عن حياته السابقة. لقد تأكدوا مع مرور الأيام أن ابنهما قد تقمصته روح آخر فارق هذه الحياة.

 

غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق