تصوروا لحظة واحدة لو أن جسد أحدكم ينفصل عن ذاته و يسبح في الفضاء إلى درجة أنه يرى " جسده الأول " في الوضعية الأولى التي تُرك عليها... قد لا تتقبلوا هذا الأمر من دون شك و هذا ربما لغرابة الموقف و عدم طبيعيته. لكن هناك حالات ما فتئت تحدث في مختلف أنحاء العالم و من مختلف الثقافات و الاعتقادات و المستويات الاجتماعية، حيث عاش مئات الأشخاص، مواقفا هجرت فيها أجسادهم بنياتها البدنية و تجولت في أماكن عديدة طيلة عدة دقائق قبل أن تعود إلى مصدر الانطلاق أي إلى الأجساد الأصلية.
بالإضافة إلى تجارب الاقتراب من الموت near death experiences N.D.Eأو ما يعرف بالفرنسية ب expériences proches de la mort أي التجارب القريبة من الموت التي يوجد من بين الأشخاص الذين عاشوها من يتذكر بالتفصيل كيف أن جسمه كان يسبح في الهواء، فوق الجسم الأول الذي انفصل عنه و كيف أنه كان يحاول لمس الأجسام المحيطة بجسده الأول محاولا جلب انتباه أصحابها الذين منهم من كان يبكي لموته و من كان يتحدث عن إجراءات و مراسم الدفن... الخ، بالإضافة إلى هذه الحالات المصنفة إذن، هناك وقائع أخرى تعكسها شهادات الأفراد الذين عاشوها و التي اعتبرها الملاحظون العلميون قوية بدلائلها و من ذلك مثلا واقعة السيدة جاكلين مونسيني، لكن أي مقدمة يمكن اللجوء إليها قبل التطرق إلى شهادة هذه المرأة المعروفة، غير فاتحة أحد كتبها الذي سنستخدم مضمونه و الذي تعرضت فيه إلى التجربة الخارقة التي عاشتها، حيث تقول: " ذات ليلة، بنيويورك و بينما كنت متمددة على الفراش إلى جانب زوجي.. بدأت أدخل في نصف نوم لكنني استيقظت فجأة لأجد نفسي مرتفعة فوق السرير.. بعد أن اخترقت السقف، سبحت في الهواء من أعلى العمارة قبل أن أتمتع برؤية غماء ( سطح عمارة ) كان لونه أخضرا و شكله مستديرا.. هذا ما لم أره مرة واحدة في حياتي.. الأشكال الشاذة المتميزة للمداخن العتيقة لذلك الحي ( حي 1900 بسنترال بارك ) فاجأتني، لكنها شجعتني على البحث عن هوائي التلفاز للتأكد من مدى صحة موضعها و توجهها و بالفعل فقد عثرت عليها و وجدتها مقلوبة إلى اليمين و هذا ما جعلني أعرف سبب الالتقاط السيء للصور. لقد كنت أعلم جيدا، بل كنت متأكدة من أنني لم أكن أحلم. لم يكن لدي أي جسم و رغم ذلك كنت أترك وراء تحركي، وقع كعب حذائي (؟) و كأني موجودة بداخل مسبح.. و بعد أن غادرت الغماء ( سطح العمارة ) رحت أتحرك في كل مكان بكل سهولة، حيث كنت أقف و أهبط في الهواء. لقد كان المنظر رائعا... أضواء ناطحات السحاب و واجهات المحلات الكبرى و الحانات كانت تلمع في كل الاتجاهات.. ذراعي مرفوعان إلى الأعلى، واصلت اختراقي للجو إلى درجة أن السكر أصابني بفعل شساعة الفضاء. فأنا كنت أسبح في و بين المجرات ( إذا أنا لا أبالغ ) على خلفية من الظلام الذي بعد أن حولت عنه بصري نحو الأسفل رأيت الأرض تستدير تحتي بالضبط مثلما يمكن لأي راكب راكب صاروخ أن يراها... نعم هكذا بدأت أرى الأرض التي طغت عليها ألوان هائلة، بنفسجية، زرقاء... تعرفت على المحيطات التي هيمن عليها اللون الأخضر، مثلما تعرفت على القارات التي بدت و كأنها مصطبغة بالطين الأحمر.. هذه أوروبا و هذه أمريكا و تلك آسيا.. رأس الهند و هاهي إفريقيا. انتابني شعور بالحرية و الحبور رغم أنني بقيت متيقنة علم اليقين من كوني لا أحلم ما دمت لست نائمة فأنا كنت أيضا متأكدة من غرابة الموقف.." و تواصل - جاكلين مونسيني - سردها للواقعة الغريبة: "... إن الشيء الذي بقي يربطني بالأرض أمام متعة ذلك العالم هو الأشخاص الذين كنت أحبهم و بالتالي يصعب نسيانهم، خصوصا و أنني في لحظة معينة، ظننت فيها أنني غادرت الحياة و أن ما كنت أعيشه هو الموت بعينه حتى و إن قلت بالموازاة في قرارة نفسي - يجب أن أهتف هذا المساء إلى البيت... في ذلك الوقت، أستطيع القول بأنني كنت فعلا على بعد مئات، بل آلاف الكيلومترات من الأرض، بكل سهولة، كان بامكاني لمس القمر أو القفز على فوهاته. كنت أشعر بالسرور و السكينة و الحبور. كنت وحيدة لكنني محاطة بما أصفه بالحب و الغبطة و بضربة كعب الحذاء للاعتدال جيدا، أحسست فجأة بقوة تدفعني الى أسفل، تعيدني من حيث أتيت بشكل مدوخ - لقد حدث ذلك و كأن هناك من قال: عودي من حيث أتيت، فالوقت المناسب لم يحن بعد -.. حاولت التمسك بتلك الوضعية التي كنت عليها و توقيف عملية النزول، لكن بدون جدوى، فأنا كنت أزلف على نحو تسبب لي في صعوبة التنفس.. رأيت الأرض من جديد، المحيطات، نيويورك أخذت تقترب مني قبل أن أجد نفسي أقترب من غماء ( سطح ) العمارة الذي اخترقته بسرعة فائقة، ثم اندمجت بسرعة عنيفة بجسمي. في صباح اليوم الموالي، رويت تفاصيل هذا السفر الخارق لادوارد ( زوجي ) دون أن أخفي عنه شكوكي إزاء ما حدث، متساءلة إن كنت قد عشت فعلا هذه التجربة أم أن الأمر لم يتعد مستوى الحلم المثير؟ - ادوارد - بمنطقه و هزله المعتاد نصحني بالقول: " استدعي إذن مصلح الهوائيات و هكذا تتأكدين إن كنت قد صعدت إلى السماء كما تعتقدين و هذا ما فعلته حيث استنجدت بمصلح هوائيات، بعد نزوله من غماء العمارة، أفادني بلهجة الحائر المندهش: يمكن القول أنك نفاذة البصيرة يا سيدتي، فكيف علمت أن الهوائي كان مقلوبا نحو اليمين؟ فمن خلال نوافذ كل العمارة تصعب رؤية هذا الأمر، لأن كل شيء مخفي وراء المدخن - ...هكذا تحصلت على الدليل القاطع على كوني صعدت فعلا إلى أعلى... ". و تضيف السيدة - جاكلين - بأنها على اثر هذه التجربة التي عاشتها لا إراديا، حاولت عدة مرات إعادة الكرة لكن بدون فائدة، غير أن الأكيد - تضيف جاكلين - " هو أنني لم أبرمج أبدا ذلك الخروج من جسمي، حيث أنه حدث هكذا بغتة و دون أن أجد له التفسيرات الضرورية، فكل شيء حدث تماما مثلما نقلته في شهادتي و أظن أن هناك عدة أمور تحيط بنا و دفع بها التقدم العلمي إلى التطور في أعماقنا إلى درجة أنها غيرت مفاهيمنا لعدة أشياء مثل التلفزيون و وسائل الاتصال الأخرى. إن هذا مجرد افتراض ساذج. لكن لماذا يرفض البعض التسليم بما حدث لي و لمئات الأشخاص الآخرين ( أي الخروج من الجسم ) فالسفر إلى القمر كان هو الآخر منذ فترة معينة و على مدار قرون عديدة، شيئا لا يتصور، إلا بالنسبة لليوناردو دي فنشي و الكاتب الفرنسي الشهير جول فرن و إنني متيقنة من أن هناك حياة موازية لنا تدركها الحيوانات و القطط، خصوصا، عكسنا نحن الآدميون. فأعيننا التي تستطيع التقاط و تمييز عدة أشياء لا ترى الميكروبات التي تسكننا، لماذا؟ رغم وجود هذه ألأخيرة حقيقة، ربما لأننا خُلقنا على نحو لا يسمح لنا بادراك كل شيء... إلا أنه يحدث أن تظهر في ما يغلف أجسامنا تدخلات حسية تفتح لنا الطريق نحو مواقف خارقة.
غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض |
السبت، 8 يناير 2011
أجساد تنفصل عن ذواتها
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق