بعد اكتشاف قبر توت عنخ آمون، كثر الحديث عن لعنة الفراعنة، فقد مات معظم الذين اقتحموا المقبرة، ميتات غامضة، ثم قام البعض بتقصي تاريخ هذه اللعنة، فيما سبق اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، واكتشفوا العديد من الميتات الغامضة والنهايات الغريبة المأساوية لأولئك الذين كان لهم احتكاك وثيق بالمقابر الفرعونية. وإذا كانت لعنة الفراعنة قد حظيت بهذه الشهرة الواسعة، فإن هناك العديد من اللعنات التي جرى تجميعها من جميع الأنحاء على مدى التاريخ. واللعنة، تتضمن في أغلب الحالات، طاقة غضب هائلة، أو إحساسا عميقا بالظلم، والعجز عن دفع ذلك الظلم. هذه الحالة وجد العلماء أنها تصاحب الكثير من القدرات العقلية الخارقة عند الإنسان، مثل التخاطر، ومثل القدرة على التأثير في الأشخاص والأشياء، دون واسطة مادية. والأرجح أن اللعنة التي يطلقها الشخص، وتفعل فعلها بطريقة غير مفهومة عبر الزمان، تخضع أيضا لهذا النشاط من أنواع النشاط العقلي الخارق للعقل الإنساني. والأمثلة على ذلك عديدة.
قدم المرأة المظلومة
في مدينة باكسبورت، بولاية مين الأمريكية، يمكن للإنسان حتى اليوم تقصي الشواهد الظاهرة لحملة اصطياد السحرة المسعورة التي سادت تلك المنطقة، وامتدت إلى نيو انجلاند. وقد شاع في ذلك الوقت الإسراع بإعدام كل من يشتبه احترافهم أو ممارستهم السحر. وقد سار كولونيل باك مؤسس مدينة باكسبورت على نفس ذلك المهج، فأباح إعدام من يمارسون السحر. وقد شاع وقتها تصور للساحرة، امرأة كبيرة في السن، لها ذقن ناتئ، تتسم تصرفاتها بالغرابة والشذوذ. لهذا لم يجد الكولونيل باك صعوبة في اختيار ضحيته الأولى. وقد حاولت ضحيته بكل وسيلة أن تنفي عن نفسها هذه التهمة الظالمة، لكن الكولونيل لم يستجب إلى استعطافها، وقرر تعذيبها، دون جدوى، قرر الكولونيل إعدامها. لم تغب هذه اللعنة عن خاطر كولونيل باك طوال حياته، وعندما مات، بذل ورثته جهدا جادا في تنفيذ وصيته التي طلب فيها أن تكون أحجار قبره من النوع الجيد الذي لا تشوبه شائبة. وبعد اختيار أحجار القبر بعناية، قام الورثة بوضع شاهد عند رأس القبر، من الحجر الأبيض الناصع، يرتفع عاليا في الفضاء، تخليدا لذكرى مؤسس المدينة، وأغنى أغنيائها. وكان حارس المقبرة هو أول من لاحظ ما طرأ من تغير. أسرع إلى الكنيسة يبلغ القس، الذي قام باستدعاء أقارب الكولونيل باك. لقد ظهر للجميع بوضوح تلك التغييرات التي طرأت على حجر المقبرة، والتي رسمت إطارا باهتا لقدم امرأة. وأخذ الإطار الباهت يزداد وضوحا يوما بعد يوم. أسرعت أسرة الراحل إلى استدعاء نحات الحجر، الذي قام بنحت أحجار المقبرة من جديد، لإخفاء آثار قدم المرأة التي راحت ضحية الكولونيل الراحل. لكن، عندما عادت الآثار للظهور بعد عدة أسابيع، اجتذب هذا العديد من أهل المدينة، فطلب ورثة الكولونيل تغيير الحجر كلية، والاستعاضة عنه بحجر جديد. ومع هذا، فقد ذهبت جهودهم سدى، وعاد أثر قدم المرأة ليرتسم على الحجر من جديد، عندها، توقفت جهود الورثة، ورضخوا أخيرا للأمر الواقع. وما زال ذلك الحجر باقيا في مكانه حتى اليوم، وقد انطبعت عليه بوضوح آثار قدم امرأة المظلومة.
صورة الحبيبة
ومن وقائع الآثار التي ترتسم على أحجار القبور، ما حدث لمهندس السكك الحديدية روبرت ماسجروف الذي توفي عندما اصطدم قطاره بقطار آخر عام 1904، والذي جرى دفنه في مقابر كنيسة فاييت كونتي، بولاية الأباما. قبل وفاة ماسجروف، كانت الترتيبات قد اتخذت لزواجه من الفتاة التي أحبها حبا جما. وعندما حدثت الوفاة، كانت خطيبته المفجوعة تقوم بزيارة قبره لمدة ساعة كل يوم، وقد ركعت تتلو صلواتها. وفي عام 1960، تغير لون الأحجار التي شيدت منها مقبرة ماسجروف إلى اللون الأسود، نتيجة لعوامل التعرية. وقد لاحظ زوار المدفن ظهورا تدريجيا لملامح صورة على الحجر الرأسي للمقبرة، والذي يصل ارتفاعه إلى ثمانية أقدام، وكانت الصورة لامرأة شابة. كان لون الصورة يتميز ببياضه فوق الحجر الأسود. وعندما حل عام 1963، ازدادت الصورة وضوحا، حتى أنها كانت ترى لكل من يمر بالطريق الذي يقع عند مدخل الكنيسة. كانت الصورة تمثل شابة في ملابس الفرح، وقد ظهرت طريقة تصفيف شعرها بوضوح، كما ظهرت رموش عينيها مرسومة بالتفصيل. لم تكن صورة اليدين متميزة تماما، ولكن بدا أنهما تحملان شيئا، والذين كانوا على صلة بالراحل وخطيبته، يقولون إنه شبه الصورة بالخطيبة، يتأكدون بمرور الزمن. فهل كان المحرك لهذه الظاهرة الغريبة، الحب الكبير الذي يكنه الراحل لحبيبته، أم هو ما شعر به ماسجروف من إحباط وحسرة، نتيجة لذلك الحادث الذي حرمه من الاقتران بحبيبته؟
رأس الحصان
ثم هذه الظاهرة التي قاومت عوامل التعرية، التي واصلت عملها في أحجار مقبرة جيمس هاف بمدينة وليامستون، بولاية نورث كالورينا، على مدى ما يزيد على ثلاثة أرباع القرن. لقد مات هاف ودفن في 13 أكتوبر 1901، وحتى اليوم تظهر على قبره الظلال والأضواء التي ترسم صورة رأس حصان. كان هاف يعشق حصانا له، يحرص على أن يوفر له كل رعاية وعناية. ذات مساء، أسرج هاف حصانه الأثير، وامتطاه، ثم انطلق به في جولة بالمنطقة. وفي صباح اليوم التالي، وجدت جثة هاف مهشمة، في بقعة مهجورة بالقرب من طريق ريفي صغير، أما الحصان، فلم يعثر له على أثر منذ ذلك الحين. بعد وفاة هاف بشهرين، لاحظ أحد المارة، الإطار الداكن لرأس حصان منقوشا على حجر مقبرة هاف، وبالتدريج أخذت الصورة تزداد وضوحا، وباكتمال سنة واحدة كانت الصورة مكتملة تماما ومحددة التفاصيل، على نفس الهيئة التي تظهر بها اليوم. وعند فحص حجر المقبرة، لم تظهر عليه أي شقوق أو خدوش، يمكن أن تفسر بها صورة رأس الحصان، فقط هذه الظلال الداكنة التي ترسم رأس حصان، والتي قاومت أثر الشمس والأمطار لأكثر من 75 سنة.
لعنة على منصة الإعدام
وفي مدينة مونتجومري إحدى مدن ويلز، تجمع عدة مئات لمشاهدة تنفيذ حكم الإعدام، في شاب إنجليزي يدعى جون دافيز، كان قد اتهم بقطع الطريق وسرقة كيس نقود بالقوة. لم يكن لدافيز غير عدد قليل جدا من الأصدقاء، بين ذلك الجمع الذي احتشد لمشاهدة تنفيذ حكم الإعدام، ذلك لأن أهل المدينة بنوازعهم القبيلة، كانوا ضد ذلك الشاب الإنجليزي الغريب، الذي استدعته إلى مدينتهم أرملة من بينهم، لمساعدتها في مزرعتها. قام دافيز بعمله في المزرعة على خير وجه. وبينما كان يسير ذات يوم في طريق ريفي مهجور، اعتدى عليه اثنان من اللصوص، واستوليا على كيس نقوده بعد أن أوسعاه ضربا. وخوفا من أن يشكوهما إلى السلطات، حملاه إلى مقر الشرطة، واتهماه بقطع الطريق على المسافرين. عندما آفاق من إغمائه، حاول أن يدافع عن نفسه، فلم يأخذ رجال الشرطة بأقوال ذلك الإنجليزي الغريب، ومالوا إلى الأخذ بأقوال المعتدين لأنهما من أبناء ويلز. وهكذا حكم على دافيز بالإعدام، وهي العقوبة المحددة لقطع الطريق في ذلك الوقت. مضى دافيز في احتجاجه على ذلك الحكم الظالم، محاولا أن يبرئ نفسه من التهمة ولكن دون جدوى. عندما حلت ساعة تنفيذ حكم الإعدام، وبعد أن وقف على منصة المشنقة، رفع جون دافيز يده اليمنى إلى أعلى، وصاح:" سأموت وأنا أصلي، طالبا من الله ألا ينمو زرع فوق قبري، حتى يكون في هذا الدليل الدامغ على براءتي من التهمة التي ألصقت بي ظلما". غير أن حكم الإعدام جرى تنفيذه في التو. تم دفن دافيز في مدافن ساحة كنيسة مونتجومري وبعد قليل اكتشف أهل المدينة أن قبر دافيز يختلف عن باقي القبور. كانت الحشائش تنمو على جميع القبور، ما عدا قبر دافيز. لاحظ أهل المدينة ذلك، كثر لغطهم حول هذه الظاهرة، وما تحمله من دلالة، ورغم دهشة المسؤولين، فقد أسرعوا يأمرون بنقل تربة تنمو عليها الحشائش، ووضعها فوق المقبرة، لكن الحشائش ما لبثت أن ذبلت وجفت، وعادت التربة فوق المقبرة جرداء بلا زرع. فأمروا بنثر بذور الحشائش فوق التربة، لكنها لم تنبت شيئا. لقد جرى تنفيذ حكم الإعدام في جون دافيز في 2 سبتمبر 1821، ودفن في نفس اليوم، وفي عام 1851، أي بعد الدفن بثلاثين سنة، تم حرث تربة المقبرة بأكملها، وجرى تغطية المكان كله بتربة طازجة بارتفاع قدمين، وتم بذر البذور بكثافة في التربة الجديدة. وفي ظرف أسبوعين تحولت أرض المقبرة إلى بساط أخضر من الحشائش النضرة، فيما عدا الرقعة التي يرقد تحتها جثمان جون دافيز، وفشلت كل الجهود المبذولة بعد ذلك، فبذر البذور، أو لتوقية التربة بالسماد، فقد بقيت تلك الرقعة جرداء دائما. آخر الأمر، اقتنع القساوسة الذين تعاقبوا على تلك الكنيسة، بأن يتركوا الطبيعة تأخذ مجراها. وكل ما فعلوه، هو أن أحاطوا قبر دافيز بسياج خشبي وترك لحاله. وهكذا، بقيت تلك الرقعة من الأرض لا تنبت زرعا، كدليل دائم على براءة ذلك الإنجليزي المظلوم.
أطياف السماء
ومن الوقائع القديمة التي امتد أثرها لما يقرب من مائة سنة، ما حدث في ولاية كاليفورنيا، في مزرعة دون انطونيو فيلييز، والتي تبلغ مساحتها 8000 هكتار من الأرض الخصبة الطيبة. وقد آلات هذه الأرض إلى دون أنطونيو عام 1775، ولما كان رجلا ناجحا، فقد أحسن استغلالها وأصبح من أغنى أغنياء كاليفورنيا في وقته. عاش دون أنطونيو طويلا، لكن عند وفاته، لم يكن لديه من بعده أبناء أو زوجة يرثون ثروته. وفي سنوات حياته، كان دون أنطونيو يظهر محبته لبنة أخيه دونا باترانيللا، لهذا كانت متأكدة من أنها ستنال نصيبا طيبا من ميراث دون فيلييز. لكن عندما قضى دون أنطونيو نحبه، ظهر أن الوصية الوحيدة التي عثر عليها، كانت تخلو من اسم ابنة أخيه دونا باترانيللا. وهكذا، لم يبق لها من أحلامها القيمة، سوى ترددها المستمر على المحاكم، في محاولة لإثبات حقها المهدر، وصياحها في كل مكان معلنة أنها كانت ضحية مكيدة محكمة دبرها الورثة. لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد. فعندما حلت ساعة وفاتها، عام 1863، وكانت قد أصبحت امرأة عجوزا، بلغت مرارتها الغاية، رفعت دونا باترانيللا جسدها عن الفراش، مستندة إلى كوعها، وأطلقت لعنتها من فراش الموت على دون أنطونيو كورونيل، الرجل الذي ورث المزرعة. صاحت متوعدة بكارثة تحيق بالمزرعة، ودعت بأن تهبط على المزرعة أطياف السماء ونار الجحيم. هكذا صاغت لعنتها ثم سقطت ميتة. دب الخوف في قلب كورونيل، عندما وصلت إلى مسمعه تلك اللعنة، ورأى أن خير وسيلة لتجنب شر اللعنة أن يبيع المزرعة إلى محاميه. ذلك لأن المحامي لم يعر هذه اللعنة أي اهتمام، فقد كان ينظر إلى مثل هذه الأمور باعتبارها من خرافات العجائز. وصرف همه إلى استثمار المزرعة بشكل أفضل. ثم باع حقوق الري بالمزرعة نظير مبلغ كبير من المال، وصل على ثمانية آلاف دولار، وبينما كان يحتفل بهذه الصفقة في إحدى الحانات، نشبت معركة بالمسدسات بين السكارى، مات خلالها. انتقلت ملكية مزرعة فيلييز بعد ذلك إلى الثري ليون بالدوين، الذي أعلن إفلاسه بعد ذلك عندما اشتعلت النار في محاصيله، وتفشي وباء بين قطعان ماشيته. وتجسدت لعنة المرأة المظلومة، عندما تحولت أطياف السماء التي جاءت في لعنتها عام 1884، إلى أمطار عنيفة قوية متواصلة، تجمعت في الوادي، وفاضت مندفعة في شكل سيول، محطمة كل المنشآت التي قامت فوق أرض المزرعة، أو ما كان يدعى يوما مزرعة فيلييز. تحولت المزرعة عام 1933 إلى حديقة عامة، تسمى حدية جريفيث، ويبدو أن اللعنة القديمة كانت ما زالت سارية المفعول. فقد كان من بين المشاريع الحكومية، مشروع لتنظيف وتجميل هذه الحديقة الواسعة، وفي 2 أكتوبر 1933، اشتعلت النار في أشجار الحديقة فجأة، وحاصرت 27 عملا من عمال النظافة، فقضت عليهم.
قصر ميرامار
ومن اللعنات الغريبة، تلك اللعنة التي شاعت حول قصر ميرامار، على الشاطئ الأزرق الجميل للبحر الأدرياتيكي، بالقرب من مدينة تريستا. جرى تشييد ذلك القصر في منتصف القرن التاسع عشر. بأمر متن إمبراطور النمسا فرانز جوزيف، وعند اكتماله، قدمه هدية إلى أخيه الأرشيدوق ماكسيمليان. أقام الأرشيدوق بقصر ميرامار لعدة سنوات، وبارحه ليتولى مهام منصبه كإمبراطور للمكسيك، حيث أصيب برصاصة قاتلة، أثناء مغامرة قام بها. من بعده، سكن قصر ميرامار أخت زوجة ماكسيمليان، الإمبراطورة النمساوية إليزابيث، وابنها رودلف ولي عهد النمسا. وفي 1889، وجد رودلف مع عشيقة له، وقد لفظا أنفاسهما في مايرلنج بالقرب من فيينا. وبعدها بتسع سنوات، تلقت الإمبراطورة إليزابيث عدة طعنات وهي في جنيف، مما أدى إلى وفاتها. سمع الأرشيدوق فرانسيس فرديناند، ابن عم رودلف، والذي يليه في ولاية عهد النمسا، عن لعنة قصر ميرامار، فسخر وضحك منها، وانتقل ليسكن بالقصر. وقد دفع حياته وحياة زوجته ثمنا لتلك السخرية، عندما لقيا حتفهما رميا بالرصاص في أحد شوارع مدينة سراييفو، وكان ذلك الحادث هو الشرارة التي أشعلت الحرب العالمية الأولى. بعد الحرب أصبح القصر، ومدينة تريستا يتبعان إيطاليا، فسكن القصر دوق أوستا، الذي كان ساند موسوليني، الذي اختار أوستا حاكما للحبشة. فمات كأسير حرب في أفريقيا الشرقية التي كانت خاضعة للتاج البريطاني. وحتى عندما انتهت الحرب العالمية الثانية، واستولت القوات الأمريكية على ترييستا لبعض الوقت، أصبح القصر مقرا للقائدين الأمريكيين بريانت مور، وبرنايس ماكفادين، وقد مات كل منهما بعد ذلك بالسكتة القلبية. التساؤل الذي يثور بعد استعراض هذه الوقائع المتتابعة، من الذي أطلق لعنة قصر ميرامار؟
ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة ألغاز أسرار ظواهر غريبة |
الأربعاء، 12 يناير 2011
لعنات عجيبة، مثيرة، غريبة و محيّرة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق