التجسد الجديد أو la réincarnation، ذلك الاعتقاد القائل بإعادة تجسد الشخص بعد موته في إنسان آخر، ثم في بشر ثان و ثالث و رابع، عبر العهود و العصور و هو الاعتقاد الذي يرفض أغلب علماء الدين الإسلامي التسليم بصحته، لكن هذا لا يمنع من التعامل مع بعض الحالات غير العادية المحسوبة على التجسد الجديد و التي قد يكون لها تفسير آخر، لأن الملاحظات العلمية وقفت على صحتها كوقائع.
مثلما هو سائد في مناطق مختلفة من العالم و حتى في أوساط العلميين، هناك من هو مقتنع بفرضية التجسد الجديد و هناك من يرفضها رفضا قاطعا، إما لعدم عقلانيتها و إما لاقتناعات دينية و مقومات ثقافية و اجتماعية متميزة... و الاختلاف في الرأي حق وجُب احترامه، إلا أن حالات محيرة تحدث من حين لآخر هنا و هناك لتضع الجميع في موقف حرج، في غياب تفسير لها و من ذلك مثلا الواقعة التالية: أثناء ما يُعرفُ تاريخيا بحرب الاستقلال الأهلية ( 1947 ) في قرية قريبة من منطقة " روالبندي " ناحية البنجاب، التي أصبحت حاليا جزءا لا يتجزأ من الباكستان، في هذا المكان إذن، تعرض السيد - لليت جليل - إلى قتل شنيع من طرف المسمى - جبل موحن - الذي كان جارا له و ذلك بسبب خلاف عائلي استمر عبر عدة أجيال. المجرم كان قبل القضاء نهائيا على ضحيته، قد قطع الأصابع الخمسة لليد اليمنى لجاره - لليت جليل - و بما أن الجاني انكشف أمره، فقد حُكم عليه بالإعدام شنقا و هذا ما نُفذ فيه بالفعل. سنة كاملة اثر الواقعة، ولد طفلان في نفس القرية و في ذات العائلتين العدوتين، لكن و بكل غرابة، ظهرت على المولودين آثار العنف الذي تعرض اليه عماهما. فالطفل المسمى - لال - الذي ولد في عائلة الضحية لم تكن ليده اليمنى أصابع ( الأصابع الخمسة ) بينما كان الطفل - كاشي - الذي ولد في أسرة القاتل، يحمل على رقبته أثرا أحمر، غير قابل للاختفاء و الأمر لا يتعلق هنا في الحقيقة إلا بأثر الحبل الذي شُنق به عمه المجرم. و لم تتوقف الغرابة عند هذا الحد، بل تجاوزته إلى ما هو مدهش حقا فالطفلان بمجرد بلوغهما السن التي تسمح لهما بالكلام، راحا يرويان لبعضهما تفاصيلا تتعلق بحياتيهما القديمة و هذه التفاصيل تعكس بدقة مذهلة ما عاشه من قبل عماهما القاتل و المقتول، حتى أنهما ظلا يستعيدان بالذكر قسوة ما أحس به ألأول أثناء قتله بوحشية و الثاني ما شعر به أثناء شنقه. حادثة مماثلة تقريبا وقعت في قرية صغيرة بمنطقة أوهيو الأمريكية، أين تعرض طفل زنجي صغير اسمه - جريمي - إلى الذبح من قبل رجل مختل عقليا. ثلاثة أيام بعد وقوع الجريمة، في عائلة قريبة من أسرة الضحية و لد طفل أسماه والداه - ديك - و بمجرد ما بلغ الولد سن التكلم، راح يزعج أفراد أسرته، ملحا عليهم بالقول: " لست ابنكم و لا أنتما والدي و اسمي - جيريمي - ( اسم الطفل الزنجي المذبوح )و ليس - ديك - " و هذا الطفل كان في ذلك الوقت جد صغيرا و سنه لم تكن أبدا تسمح له بالتعرف على المأساة التي استهدفت الطفل - جيريمي - و لا حتى يفهمها حتى لو سمعها. المهم أن الشهور و السنوات مرت و - ديك - كبر، لكنه ظل يجزم بانه - جيريمي - و والديه الحقيقيين هما والدا الطفل المذبوح و لا أحد استطاع البت في حقيقة قضيته أو تقديم تفسير كامل لحالته رغم عشرات النشريات العلمية المتخصصة و الصحف ذات الصيت العالمي التي حققت في الموضوع، شأنها شأن الكتب التي صدرت بخصوص الواقعة أو حتى العالم الأمريكي الشهير - ايان ولسون - الذي عجز عن تفسير الحالة. جراح هندي اسمه - أجيت سنهار - أجرى العديد من العمليات الناجحة التي أذاعت صيته و جلبت له الشهرة، لكن حدث ذات مرة أن اخفق في تدخل جراحي معقد نوعا ما، فوجد نفسه و للمرة الثالثة مرغما على بتر ساق رجل كانت مصابة بالغنغرينا. لكن المصيبة لم تتوقف هنا لأن الرجل الذي خضع للعملية مات و هو على طاولة العمليات، الشيء الذي بطبيعة الحال لم يرض الجراح لأن فشلا من ذلك النوع لم يؤثر عليه إنسانيا فحسب بل أيضا وضع كفاءته المهنية و جديته في الميزان و يسبب له حتى مضايقات قضائية في حالة إقدام أسرة الميت على رفع دعوى قضائية ضده بتهمة الإهمال أو شيء من هذا القبيل. في مساء ذلك اليوم المشئوم عاد الجراح - أجيت سنهار - إلى بيته، حيث توجه مباشرة صوب سريره دون حتى أن يتناول عشاءه و بفعل التعب و الإرهاق النفسي نام الرجل بمجرد وضع رأسه على الوسادة. لكن وسط نومه سمع ما أيقظه رغما عنه ليرى زوجته مرتدية ألبسة حزن و بكل غرابة راحت المرأة تحدثه بصوت رجولي قائلة له: " أجيت، ماذا فعلت بساقي؟ " و مثلما كان سيظنه أي واحد منا، لو عاش موقفا كهذا، فان الدكتور - أجيت - شكك في سلامة وعيه واعتقد جازما بأنه كان يرى كابوسا و للتأكد مما إذا ما كان يراه حلما أم حقيقة، فقد نزع عن جسمه الغطاء و نهض، لمس نفسه ثم اقترب من زوجته الجالسة على السرير و مد يده باتجاهها ليلمسها فأحس تحت أصابعه بنعومة بشرتها المعتادة... " إذن هي زوجتي " قال الرجل في قرارة نفسه متسائلا في نفس الوقت عن سر ذلك الصوت الرجولي الذي صدر عنها و للتبين أكثر من الموقف، اقترب منها أكثر و سألها: " حبيبتي، هذه أنت؟ " لكن المرأة ردت عليه بنفس الصوت الرجولي الخشن المخيف الأول قائلة له: " لا تلمسني، لا تلمسني.. لست زوجتك، أنا - تايان غاتاك - الرجل الذي سرقت منه ساقه، الرجل الذي قتلته ". أمام ما سمع و رغم الجمودية التي كادت أن تضرب سائر جسمه من شدة الاضطراب، وقف سنهار بقفزة واحدة من سريره و أوقد ضوء الغرفة فتأكد نهائيا هذه المرة من أنه يقظ و يتمتع بكامل قواه الشعورية حتى و إن بقي التساؤل قائما بشأن ما حدث لزوجته و حقيقة صوتها الرجولي و ما قالته، و هي جالسة على السرير بثوب حزن، فلماذا ظل صوتها يتغير بقي الدكتور سنهار يتساءل و هو واقف أمام زوجته ينظر في عينيها التائهتين قبل أن يكلمها قائلا لها: " إذا كنت فعلا - ساجيب تايان غاتاك - قل لي أين أنت الآن؟ " فرد عليه الصوت على لسان زوجته: " إنني هنا في زوجتك و سأبقى فيها إلى غاية إقدامك على إقامة مراسم دفن تليق بمقامي". هذه الواقعة نقلها العالم المختص في دراسة الظواهر غير العادية - فرانسوا برون - الذي من دون أن يبت في مدى صحتها، ذكر بأن هناك من بين الأموات من يعمل على تسميم حياة بعض الأحياء لسبب أو لآخر.
غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض |
الاثنين، 10 يناير 2011
الطفل الذي يلح على أنه من والدين آخرين
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق