كانت عجوزا طيبة في حياتها، وعادت روحها فأضاعت مستقبل ابنها، وقتلت طفلته. صاحت الطفلة:" أنقذوني جدتي تخنقني". وكانت النهاية. " بابا، ماما، ساعدوني، جدتي تخنقني". ترددت صرخات الطفلة في المنزل، وانتهت بضوضاء الخنق، واندفع الوالدان إلى حجرتها، ليجداها ميتة في سريرها وعلامات إصبعين على عنقها، إنها مخنوقة، كان هذا هو أكثر ظهور مرعب لشبح مسز ليكي. في حياتها، كانت عجوزا طيبة تعيش في القرن الثاني عشر مع ابنها وزوجته وحفيدتها، كانت لطيفة، عطوفة، محبوبة، كان الجيران يعجبون بسلوكها الأقرب لسلوك القديسات، وكانوا يحسدون ابنها على أن هذه السيدة هي أمه، وقال لها أحد المعجبين بها ذات مرة:" إنك سيدة رائعة، وستكون المأساة الوحيدة بعد أن تتركيننا وحدنا عندما تموتين". ذلك أن العمر كان يتقدم بمسز ليكي، وعلى غير المتوقع ردت عليه قائلة:" ربما يحبونني الآن، ولكني أخشى ألا تستمتعوا برؤيتي والحديث إليّ بعد موتي". " وكيف إذن يمكننا أن نراك ونتكلم إليك حينئذ". " انتظروا وسترون". هكذا قالت مسز ليكي، وانتظروا، وهم الآن يرون، ماتت مسز ليكي، وأقيم قداس كبير على روحها، وكان المشيعون كُثُراً بكوا جميعا وهو يقولون:" كم كانت الراحلة عزيزة علينا، وكم سنفتقدها"، وصرخوا في بكائهم وهم يقولون:" كم سيكون أمر سيئا أننا لن نراها مرة أخرى". ولكن كثيرين منهم كانوا على موعد مع رؤيتها مرة أخرى سريعا جدا في أوقات وأماكن مختلفة، وتحولت إلى شيطانة عجوز حقيقية، كما لو كانت تعوض كل ما أظهرته في حياتها من طيبة وعطف، وكما لو كانت تنتظر الموت لكي تظهر وجهها الشرير. كان طبيب البلدة هو أول شخص يرى شبحها، على الرغم من أنه لم يكن يعرف من تكون في ذلك الوقت، كان يوما مشمسا، وبينما هو يسير في التحول قابل سيدة عجوزا، حياها بأدب وساعدها في العبور، ولكنه أدرك أن شيئا غريبا بشأنها فعندما تتكلم لا تتحرك شفاتها، وتبرق عيناها بتركيز حتى عندما تدير رأسها، وجعله هذا يشعر بضيق وقلق حتى إنه كان سعيدا وهو يودعها ويسرع بعبور الحقل التالي، وعندما عبر الحقل، ويا لشدة دهشته، فوجئ بها تنتظره هناك قرب السياج الموجود في الحقل. ليس هناك كائن بشري يمكنه أن يعبر هذا الحقل قبله دون أن يتحرك بسرعة كبيرة جدا، وكاد الطبيب يستدير للخلف ولكنه قال لنفسه ألا يكون أحمق وأن يتجه إلى السياج، وعندما اقترب لم تتحرك، جلست بجوار السياج ومنعته من العبور، قال لها:" مدام لو سمحت أريد المرور من هنا". قالت له:" ولو افترضنا أنني لا أريدك أن تفعل". رد قائلا:" إن هذا عبث، من فضلك". ضحكت المرأة بصوت عال، وتمسكت بمكانها، فقال لها:" دعيني أساعدك على المرور إلى الجانب الآخر". فقالت:" إنني في الجانب الآخر بالفعل"، وبضيق شديد من الجدل عبر الطبيب ودفعها ليمر في الطريق، فسددت له ضربة قوية وأخذت تلاحقه بصرخاتها:" هذه الضربة ستعلمك كيف تبدي سلوكا أفضل مع عجوز التالية التي ستلتقي بها". بعد هذا الحادث بفترة قام الطبيب بوصف السيدة التي قابلها لأصدقائه الذين قالوا إن هذه الأوصاف تنطبق تماما على مسز ليكي، التي كانت قد بدأت تعاود الظهور، وكان ما وصفه الطبيب ينطبق تماما على سلوكها الغريب الجديد، فبدأت تظهر في أي مكان تثير القلق والاضطراب. وكان من حيلها المفضلة الظهور على شاطئ البلدة ثم تستدعي قاربا:" ها، أنت يا صاحب القارب، أنت أيها الشيطان الكسول تعال هنا إنني أريد قاربا"، وعندما يقترب صاحب القارب منها تلاحقه بلعناتها وسخرياتها، وعندما تكرر الأمر أكثر من مرة بدأ أصحاب القوارب يتجاهلونها، بينما تقف هي تصرخ وتتمنى لهم الموت. وعندما كانت في حياتها كانت شديدة العطف على ابنها، قدمت الكثير من التضحيات من أجله، كانت تنتظره وتقدم له الهدايا، وتبدو وكأنها تعبد الأرض التي يسير عليها، ولكن روحها العائدة بدأت تخطط للقضاء عليه، كان تاجرا ثريا يقوم بمعظم أعماله مع أيرلندا، وكانت لع عدة سفن تبحر بين أيرلندا وإنجلترا تحمل البضائع من مكان إلى آخر. وبدأ شبح مسز ليكي يمثل الخطة السيئة لإغراق سفنه. فبينما تقترب إحدى سفن مستر ليكي من الشاطئ، يظهر شبح مسز ليكي واقفا على الشاطئ، حيث تطلق صفارة، وأيا ما كان البحر هادئا، فإن صوت هذه الصفارة يستدعي الرياح العتيقة التي تهب ضد السفينة وتجعل البضائع تتناثر، وتتحطم السفينة، وأحيانا كان البحارة يسبحون حتى الشاطئ بينما يضيع كل شيء آخر، سفينة تلو سفينة دمرت بهذه الطريقة، وهكذا ضاع كل ثراء ابنها، الذي أصابه اليأس، فقد ضاعت كل سفنه ولم يعد قادرا على شراء سفن جديدة، وحتى إذا استأجر سفينة لم يكن يستطع الحصول على بحارة للعمل عليها بعد أن عرفت قصص كل سفنه السابقة، فقد جرب الكثيرون منهم ما حدث. وسمعوا صوت الصفارة التي تجلب العواصف السحرية العنيفة. وعندما لا تكون مشغولة بغرق سفنه، كانت مسز ليكي تسكن منزل ابنها حتى لا يشعر بالسلام في أي مكان، ولم تكن تجعل ابنها يراها مطلقا، كانت تظهر للآخرين في المنزل لتسبب لهم حالة من الهيستيريا، وبذلك تثير ضيق ليكي، ولكن لأنه لا يراها لا يستطيع عمل أي شيء لها، فمشاهدة شبح شرير هو أمر سيء بما فيه الكفاية، ولن ترى هذا الشبح الذي يراه كل الذين يحبونك طول الوقت هذا هو الأسوأ، كان الابن ليكي يشعر بوجود شبح أمه من خلال علامات الخوف على وجه زوجته وابنته، ولكن يكون ساكنا بلا حراك لا يستطيع عمل شيء. وعلى سبيل المثال، كان شبح مسز ليكي يحضر إلى حجرة نوم الابن عندما يكون هو وزوجته نائمين معا، هناك الابن المسكين يحاول الحصول على النوم عندما توقظه زوجته فجأة صارخة:" انظر أمك هنا معنا في الحجرة". ويستدير الابن جهة اليمين حيث تشير زوجته، فلا يجد شيئا، فتقول شيئا، فتقول له زوجته:" إنها في الجهة الأخرى الآن". فينظر يسارا، فلا يجد شيئا، إن شبح الأم الشرير يقفز من مكان إلى آخر حتى لا يراها، بالطبع هناك عنصر كوميدي في تكرار هذه الأمور داخل حجرة النوم إلا لهؤلاء المتورطين، كادت زوجة ليكي تجن بهذا العذاب المستمر، وكاد ليكي نفسه يصاب بالإحباط، كان يشعر بالعجز، إنه لم يسبق له بالمرة أن عانى من أي مشاكل مع أمه المحبوبة، ولكن شبحها وراءه تماما. وبدأ الجيران يضحكون أحيانا عندما يسمعون ما يجري داخل المنزل، وكان هذا الأمر مثيرا لضيق وغضب ليكي وزوجته خاصة وقد أصبحت تجارتهم مفلسة، وتزايد عليهم الفقر يوما بعد يوم. بعدها كانت ذروة الصدمة بموت طفلتهم، لقد تعلموا كيف يتحملون متاعب الشبح عليهما ولكنهما لم يتخيلا أن تؤذي الطفلة، لذلك فإن مشهد الطفلة المخنوقة وعلامة الإصبعين فوق عنفها وصرختها الأخيرة" جدتي تخنقني"، كان القشة الأخيرة بعدها ذهب كل شيء. كانت جنازة الطفلة أمرا مأساويا، كان هناك البعض الذين يحسدون ليكي على ثروته السابقة ويستمتعون بمتابعة خسائره المستمرة، والآخرون الذين كانوا يضحكون على ما يحدث في حجرة نومه، ولكن الجميع كانت مشاعرهم رعبا بوفاة الطفلة، لقد ذهب شبح مسز ليكي إلى نقطة بعيدة، لقد أصبحت مكروهة الآن أكثر مما كان هؤلاء يحبونها في حياتها. وربما كان لقوة عاطفة الناس بعض التأثير على مسز ليكي، وربما لم تكن تدري بما تفعله في حياتها الأخرى، ولكن الرعب الذي تسبب فيه مقتل الطفلة قد بلغها أخيرا حتى جاءت بنفسها لتعتذر. كان هذا بعد جنازة الطفلة، لقد دخلت الأم حجرة نومها وأخذت تسوى شعرها أمام المرآة، وفجأة شاهدت وجه مسز ليكي العجوز في المرآة وهي تربت على كتفيها، استدارت الأم في يأس وبؤس وقالت:" أمي، لماذا تعذبيننا بالله عليك؟" رد الشبح بصوت خفيض:" في سلام، لن أؤذيكم". قالت الأم:" ماذا تريدين منا؟" ويبدو أن شبح مسز ليكي لم يكن يعرف ما يريد، أطاحت بمستقبل ابنها وزوجة ابنها، وكسرت قلبيهما، لماذا؟ لم تكن تدري، كانت روحا ضائعة. وبالرغم من أن ظهور الشبح لم يعد يثير الضرر، إلا أن الوقت كان قد مر بعد ما حدث، لقد عاش ليكي وزوجته بقية حياتهما في فقر وبلا أطفال، ولكن حتى بعد موتهما لم ينس أحد شبح مسز ليكي.
غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض غرائب ظواهر غير طبيعية ما وراء الطبيعة أرواح أشباح ألغاز بلا تفسير حوادث غريبة غموض |
الاثنين، 10 يناير 2011
لغز مسز ليكي.. و روحها الضائعة !
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق