السبت، 1 يناير 2011

إذا ضربت الطفل بكت أمه

 

 

إن عالمك محدود. وسوف يظل كذلك حتى نهاية عمرك. وإذا أردت أن تتحقق من ذلك فعليك أن تفكر في كل الذي شغلك أمس واليوم. وإذا كنت دقيقا فأمسك ورقة وقلما، وأكتب، واقرأ ما الذي كتبته.

أنا أعرف النتيجة مقدما. لأنني أيضا مثلك. فنحن جميعا مشغولون بأشياء عادية أي أشياء اعتدنا عليها. فنحن نعيش بحكم العادة. ولذلك فالعادات قد جعلت عالمنا محدودا. وحركتنا محدودة والدنيا التي نتحرك فيها أيضا محدودة. ونحن نريدها أن تكون محدودة ضيقة حتى لا نتعب. فأنت تمشي في نفس الشارع كل يوم، وتجلس على نفس المكتب وتقابل نفس الوجوه. وتذهب إلى نفس المقهى أو النادي. وتضع حذاءك إلى جوار الباب، والصابونة والفوطة في نفس الأماكن.

بعبارة أخرى. أن الحلاق ينظر إلى قفاك والبوهيجي إلى حذاءك، والترزي إلى ملابسك، ورجل المرور إلى رقم سيارتك. كل إنسان قد اتجه بعينيه وأذنيه وتفكيره إلى أشياء محدودة. 

هكذا ضيقنا الدنيا علينا. وخنقنا أنفسنا. وإذا حاولنا أن نهرب، فإننا نضع لأنفسنا قيودا أخرى جديدة. وهناك طريقتان لكي ينفتح الإنسان وأن يتفتح، أن تنفتح في الداخل. وأن تنفتح إلى الخارج. والانفتاح إلى الخارج هو أن تنتقل بين الناس وبين الأشياء وبين البلاد. وبذلك تمتلئ حواسك بأشياء جديدة. وهناك الانفتاح إلى الداخل بالقراءة والتذوق الفني.

الذي في داخلنا أعجب وأروع من الذي حولنا. وكل تاريخ الإنسان هو محاولة مستمرة لكي يسيطر على الطبيعة وعلى الناس. أي يسيطر بقواه المعروفة وغير المعروفة على كل ما حوله.

هذه القوى الداخلية الخفية لا نعرف منها وعنها إلا القليل. ولكن القليل الذي نعرفه سوف يكون كثيرا. وقد أنشئت معاهد علمية في أمريكا وفي روسيا لدراسة هذه القوى الغريبة العجيبة التي تظهر بين الناس ولا يمكن حسابها بالورقة والقلم أو الترمومتر. أو بمقياس الأشعة. ولكن سوف يحدث ذلك في المستقبل.

إن أجدانا قد ملئوا دنياهم بالقوى الخفية من السر والسحر والأرواح والأشباح والطلاسم ووصفنا أجدادنا بأنهم لا يعرفون. وإن السحر ليس إلا محاولات الساذجة لأن يكون هناك علم. فالسحر هو الخطوة الأولى في الطريق إلى العلم. فلما جاء العلم ذهب السحر. ولكن العلم الحديث يؤكد أن السحر والأشباح هما صميم علوم المستقبل.

ففي العقل الإنساني قوى هائلة لا نعرف عنها إلا نماذج قليلة. ولكن هذا القليل هو الذي سوف يهدينا إلى الكثير. وما أوتينا من العلم إلا قليلا. ونحن نحاول أن نجعل القليل كثيرا. مثلا، ألم يحدث أنك وصديقا لك نطقتما نفس الشيء في وقت واحد؟ ألم يحدث أنك قلت شيئا وإذا بصديقك يقول لك: يا سلام. كانت على لساني. أو عمرك أكول من عمري. ألم يحدث أن تنظر إلى يمينك أو يسارك وأنت تتثاءب فتجد إنسانا آخر يتثاءب في نفس اللحظة؟

هذا الذي حدث يسمونه توارد الخواطر. أو وجود رغبات في وقت واحد عند اثنين من الناس بلا اتفاق بينهما. أو دون أن تكون بينهما صلة من الصلات. ولكن عندما تربطك صلة قوية بإنسان. فإن مثل هذه الأشياء تحدث كثيرا. بين المحبين. بين الأخوة. بين الآباء والأبناء.

في مستشفيات الولادة مئات الأحدث. فعندما يبكي الطفل فإن الأم التي تبعد عنها عشرات الأمتار تشعر به. أن هناك حالة معروفة لممرضة خطفت طفلا جميلا وفي لحظة اختطاف الطفل صرخت الأم. وقفزت من السرير بلا سبب واضح. وعندما ذهبوا يحضرون لها الطفل وجدوا الممرضة قد سرقته. مع أن المسافة بين الأم وطفلها مئات الأمتار.

أعلن الدكتور بول ليموتوف في المؤتمر الدولي الذي عقد في موسكو سنة 1961 عن المشاكل العلمية لتوارد الخواطر أنه لاحظ أن الأم عندما تتألم فإن طفلها البعيد عنها يبكي. وقد جرب ذلك عدة مرات. وكانت النتيجة واحدة.

هناك حادثة معروفة للأستاذ لوموتوسوف في سنة 1800 وهو الذي أسس جامعة موسكو. يقول إنه كان في طريقه من ألمانيا إلى ليننجراد وقد رأى في النوم أن والده يغرق. وأن والده يطلب منه فقط أن يدفنه في مكان مناسب. ولما وصل إلى ليننجراد سأل أخاه عن والده. فعلم منه إنه ذهب في سفينة إلى البحر. وأرسل الأستاذ لوموتوسوف بعض الصيادين لإنقاذ والده، أو العثور عليه. ووجدوه غريقا. ثم دفنوه في إحدى الجزر.

روى الأستاذ باكستر مدير معهد الكشف عن الكذب في أمريكا أن إحدى الأمهات أحست فجأة بوجع في بطنها. ونقلوها إلى المستشفى ولم يجدوا عندها شيئا. ولكن الأم قالت: إنني أحس كأن بطني فتح وكأن عملية الزائدة الدودية قد أجريت لي في أقل من ثانية. ولذلك صرخت. بعد ساعات دق جرس التليفون وكانت ابنتها تحدثها من أحد المستشفيات وتقول إن عملية الزائدة قد أجريت لها منذ ساعات وإنها الآن أحسن حالا.  

يقول د. جارنر مورفي رئيس جمعية الأبحاث النفسية الأمريكية أن الناس يشبهون الجزر. تبدو منفصلة على سطح الماء، ولكن الأرض كلها متماسكة. فكل الناس على صلة بعضهم ببعض. هم لا يشعرون بذلك. ولكنها الحقيقة.

من الحوادث المؤكدة التي يرويها أن رجلا خرج من بيته. ركب سيارته. وابتعد عن بيته أكثر من مائة كيلو. وفجأة أحس بشيء من الانقباض. وتوقف بسيارته. وراح يضع يده على بطنه وصدره يتحسس الألم. ولكنه لم يجد أي مكان موجع في جسمه. وعاد واستأنف السير. ولكن الضيق قد ازداد وفجأة رأى صورة أبنائه الصغار يصرخون. وقرر أن يعود إلى البيت. وعندما عاد إلى البيت وج أن زوجته قد حزمت أمتعتها وقررت الهرب. ولم يكن هناك أي سبب واضح لذلك. ولكنها قررت أن تعيش مع رجل آخر. ومن الغريب أنه لم يدر بين الزوجة والزوج شجار حول هذه القضية. أما تفسير ما حدث فهز أن الضيق والخوف الذي أحس به الأطفال، هو الذي انتقل إلى الأب.

ليس بين البشر فقط. ولكن بين الحيوانات أيضا. وقد قام العلماء الأمريكان بتجربة بسيطة. فقد أتوا بأرنبة ووضعوا هذه الأرنبة في أحد المعامل. ووضعوها في داخل صندوق من الرصاص لا تنفد منه أو إليه موجات الراديو أو الأشعة السينية أو أشعة جاما. ثم وضعوا على أس الأرنبة عدادات إلكترونية شديدة الدقة. ونقلوا صغارها من الأرانب إلى إحدى الغواصات. ونزلت الغواصة تحت الماء. وراح أحد العلماء يقتل صغارها واحدا واحدا. ويسجل اللحظة التي تم فيها قتل الأرنب. ومن الغريب أنه في كل لحظة يموت فيها أرنب صغير يظهر أثر ذلك على مخ الأم وبصورة عنيفة، مع أن المسافة بين الأم وصغارها تعد بمئات الكيلومترات ومئات الأمتار تحت الماء.

في القرن الثامن ع_شر قال الشاعر الرومانسي بليك: أن مقتل أرنب واحد، هو خنق لبقية الأرانب الأخرى. وهناك عبارة مشهورة لأمير شعراء انجلترا روبرت جريفز: أن أكثر من عشرين في المائة من الناس أصحاب مواهب خارقة ولكنهم لا يعرفون.

في التاريخ مئات الناس لا يعرفون إنهم على هذه الدرجة العجيبة من الشفافية. يرون مالا يرى الناس، ويسمعون مالا يسمع الناس. ويتألمون عن بعد، ويفرحون عن بعد. وفي النوم يرون أحلاما صادقة.

مثلا: ذلك القس الشرير راسبوتين. الذي عرفه تاريخ روسيا. كانت لهذا الرجل قدرة هائلة على الإقناع وعلى التأثير. وعلى شفاء المرضى بمجرد الإيحاء. وكان قادرا على أن يسطر على عقول النساء. على أكثرهن طهارة وإيمانا. وكانت المرأة تخرج من أحضانه لتعلن وكأنها في حالة تنويم مغناطيسي: لم يحدث شيء. إنني كنت أنام في أحضان الله. وكانت لهذا الرجل قدرات شريرة.

لكن بين رجال الدين، كل دين، أناس لهم كرامات. أو قدرات خارقة. كيف يحدث ذلك؟ أنهم لا يعرفون. ولماذا؟ لا أحد يعرف. هل هي قدرات أناس على درجة عالية من العلم؟ ليس هذا ضروريا. فكثير من البسطاء والسذج لهم قدرات لا يصدقها العقل لأنها فوق إدراك العقل. فالعقل لا يفهم إلا عن طريق أدوات عاجزة قاصرة وقصيرة هي: العين والأنف والأذن واللسان واليد. ولكن هذه القدرات. هذه الطاقات. هذه الإشعاعات. هذه الهالات، كلها فوق العقل. أو أبعد من أن تدركها الحواس العادية.

من بينم هذه الشخصيات القوية التي امتلأت بها كتب علم النفس والدراسات الروحية رجل اسمه فولف مسنج. هذا الرجل وقف على أحد مسارح موسكو سنة 1740. والناس في ذهول من الحيل التي يقوم بها أمام الناس. وفجأة قفز إلى المسرح اثنان مكن رجال الشرطة، قال له أحدهما: أنزل.

إلى أين؟

لا تسأل.

ونقلاه إلى خارج موسكو. وأدخلاه إلى أحد المعتقلات وفجأة وجد نفسه أمام ستالين. وكان ذلك في أفريل سنة 1940. ارتبك الرجل ولكن ستالين قال له: أريد أن أتأكد من هذه الأعمال الغريبة التي تقوم بها.

طلب إليه ستالين أن يأتي بمائة ألف روبل من أحد بنوم موسكو فورا وذهب الرجل معه رجال المباحث. ووقف الرجل أمام الصراف وأخرج من جيبه ورقة بيضاء وكتب عليها: يصرف مائة ألف روبل. وأخذ الصراف الورقة وأعطاه المبلغ. وعاد مسنج إلى ستالين.

طلب منه ستالين بعد ذلك أن يعيد إلى البنك وعاد الرجل إلى الصراف وأعطاه الفلوس ولم يكد ينظر إلى الفلوس حتى سقط على الأرض ميتا. لقد فوجئ الصراف بأن الفلوس التي أعطاها إياها، ليست إلا ورقا أبيض. وفي أحد الأيام فوجئ ستالين بهذا الرجل قد دخل إلى غرفة نومه. واندهش. ولما سأله: وماذا قلت للحراس؟ أجاب: لم أقل شيئا ,غنما أوهمتهم أنني وزير الداخلية.

هذا الرجل مسنج قد رآه اينشتين ورآه فرويد أيضا. وتمنى فرويد أن يعرف سر هذه القدرة الغريبة عند فوف مسنج. ويقول مسنج في مذكراته التي نشرت سنة 1965. لقد طلب مني فرويد أن أذهب إلى اينشتين وأن أخذ شعرتين من شاربه دون أن يشعر بذلك.

ذهب إلى اينشتين ورآه ثم خرج ولما سأله اينشتين: لماذا خرجت بهذه السرعة. قال له: انتهت مهمتي. ثم فتح يديه ليريه شعرتين من شاربه.

سافر مسنج إلى الهند قبل ذلك في سنة 1928 وجلس إلى غاندي. وطلب إليه غاندي أن يعرض عليه بعض هذه الأعمال الغريبة. فنظر إلى غرفة غاندي فوجد نايا. وضع الناي بين شفتيه دون أن ينفخ فيه. وفجأة تحرك شيء تحت ملابس أحد الحاضرين. لقد خرج ثعبان يتلوى ويرقص.

قد درس العالم السوفيتي د. فاسيليف هذه الظواهر أكثر من أربعين عاما.وكانت لديه هذه القدرة الفائقة على أن يوحي للناس بأن يناموا. وأن يستغرقوا في النوم. دون أن يكون على صلة بهم. أو دون أن يشعروا بذلك. بل إنه كان قادرا على أن يوحي إليهم بحركات معينة أثناء النوم. وكانوا ينفذونها بالضبط.

أما المؤرخ الفلسفة جلبرت موري فقد كانت له تجارب عديدة على ابنته، التي تزوجت فيما بعد المؤرخ العظيم أرنولد توينبى. وكان من تجاربه أنه يجلس في غرفته ويطلب إلى ابنته التي تبعد عنه أن تفتح دائرة المعارف في صفحة معينة. ثم تنقل له بضعة سطور. وكان ينهض من مكتبه ليجد ابنته قد كتب بالضبط ما أراد. ولم يكن يبذل جهدا كبيرا في التركيز ولا كانت ابنته تفعل ذلك. وإنما كانت تحس أو تسمع صوت والدها في أعماقها يقول لها انهضي واتجهي وافتحي هذا الكتاب. وقفي عند هذه السطور وانقليها.

كثيرا ما اختلطت موهبة توارد الخواطر مع موهبة الاستشفاف أو رؤية الأشياء عن بعد. وهناك قصة معروفة. قصة الطيار الأمريكي ولكنز الذي عبر القطب الشمالي أكثر من مرة. فقد حدث أن أضل أحد الطيارين الروس طريقه. وتولى الطيار الأمريكي البحث عنه. وكانت لدى هذا الطيار قدرة فائقة على أن يبعث ويتلقى المعاني والإحساسات. وكانت لدى الكاتب الأمريكي المعروف هارولد شيرمان هذه القدرة أيضا. واتفق الاثنان على أن يتوجه كل منهما للآخر في ساعة معينة. وأن يسجل كل منهما ما يشعر به ويكتبه.

كانت النتيجة مذهلة لكل منهما، ولكل العلماء أيضا. فقد جلس العلماء حول الكاتب الأمريكي يقرؤون ما يكتب. فقد كتب مثلا: آه أنه الآن يرتدي بدله كاملة ويتحرك بين المناضد في قاعة مضاءة.

لم يكن هذا معقولا بأي حال. فهو قد اتجه إلى القطب الشمالي. ولا يمكن أن تخطر على بال أحد أنه سوف يضطر إلى الهبوط بسبب الضباب. وأن يدعو بعض الروس إلى العشاء. وكتب هارولد شيرمان أيضا: آه هذا فظيع أن لديه حالة إسهال شنيعة. أنني أشعر بنفس المغص.

ليس هذه مجرد توازن خواطر في رأسي رجلين. بل إن أحدهما يرى على بعد مئات الأميال ما يحدث لزميله. ويرى كل شيء بوضوح ويحس به كأنما يلمسه ويسمعه ويشمه.

إن بعض الحيوانات لديها هذه القدرة الغريزية على الشم عن بعد، والرؤية عن بعد، والإحساس بقرب العواصف والبراكين، ولكن هذه الحيوانات لا تعرف. أو لا تفهم. ولا تستطيع أن تذهب إلى أبعد من الغريزة. ولكن الإنسان يستطيع. وسوف يرى أبعد. ويسمع أعمق. إن فيه شلالات من القدرات لا يعرف مداها.

 

ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق