أمل كل إنسان هو أن يهرب من هذا الضيق الذي وجد نفسه فيه. في البيت وفي المكتب وفي أي مكان آخر. ولذلك كان الهرب هو نوعا من الخروج أو الانطلاق إلى أي مكان آخر. فساكن المدينة يهرب إلى الريف، وساكن الريف يهرب إلى المدينة، والجميع يهربون إلى البحر. ويهربون من الحاضر إلى الماضي وإلى المستقبل. ومن الأرض إلى الكواكب الأخرى. ومن الواقع إلى الخيال. ومن قوانين العالم إلى تهاويل الفن. ومن العقل إلى الذوق. ومن كل شيء إلى السحر والسر والذين. إلى الأدب والموسيقى والفن والفلسفة. الكل هارب من شيء إلى شيء آخر. الأدباء والشعراء أكثر الناس إحساسا بذلك، وأقدرهم على إقامة قصور وجنات في كل وقت. وهم أيضا أكثر الناس شفافية. ولذلك فهم يرون البعيد ويسمعون الأبعد. وينقلون ذلك إلى الناس. ولا يصدقهم الناس. ولكن الناس يستمتعون بموسيقى الكلمة وموسيقى اللون. ويكتفون بذلك. ولكن الشعراء استطاعوا أن يسبقوا العلماء إلى كل المعاني وإلى كل القوانين. ولكن بطريقتهم الخاصة. وهذه الطريقة الخاصة لا يعرفون كيف اهتدوا إليها. أو كيف ركبت فيهم المواهب أو القدرات. لا يوجد سبب واضح لأن يولد الإنسان شاعرا. ولا يولد موسيقارا أو فنانا. لا التربية ولا الوراثة. لا شيء. إنه هكذا. من العجيب أن العلم الحديث يرى الآن أن كل الخيارات المجنونة للشعراء والفنانين ليست إلا نوعا من التنبؤات العلمية. إن صرخات الشعراء في الليل من أشياء يرونها ويخافون منها ليست جنونا. وإنما هؤلاء الشعراء قد أحسوا بكائنات أخرى غريبة باهرة. ولكنهم لم يفهموها. وإنما أحسوا بها فقط. إن العلم الحديث يؤكد أن هذا الجنون هو منتهى العقل. إن الإنسانية قد كسبت كثيرا عندما اعتدت على منطق العلماء، وخسرت كثيرا جدا. فليس بالعلم وحده يفهم الإنسان. وليس بالمنطق أو العقل يفهم الإنسان. وليس الفهم هو الوسيلة الوحيدة لفك طلاسم الكون. هناك مشاعر أخرى. هناك أذواق أخرى. هناك اتحاد شعوري. هناك ذوبان وجداني عند الصوفية وعند كثير من المؤمنين والعشاق. إن هذا اللقاء النادر بين اثنين من الشعراء الألمان. جيبته ( 1769 ـ 1832 ) وشيلر ( 1759 ـ 1805 ) في أواخر سنة 1794. قد كشفت عن حقيقة باهرة. فقد التقى الاثنان في مؤتمر العلم الطبيعي. واختلف الاثنان. وأحس أبو الشعراء جيته أن زميله هذا شخصية كريهة. وأنه من الصعب أن تجلس إليه أو يستمع إليه. وقال جيته في تفسير ذلك: أعتقد أن في داخلي قوة ترفضه. لكن عندما وقف الشاعر ليقول: إن العلم قد أخطأ كثيرا في فهم الإنسان. أن العلم يحطم الإنسان قطعة قطعة ليعيد تركيبه بعد ذلك. في حين أن الإنسان ليس إلا قطعة صغيرة من الحقيقة الكبرى. من الكون. من الله. ثم قال أيضا: أن الكون كله ليس إلا الثوب الجميل الذي يرتديه الله. فقط أحس الشاعر جيته أن شاعرا آخر قد عانقه فكريا يقول جيته: إنما أردت أن أقول ذلك تماما. وأن الإنسان هو أعظم وأروع وأعقد مخلوقات الله. ومن الإنسان ومن خباياه وخفاياه الباهرة المعروفة الحقيقية لمعجزة الخلق والإبداع. من هنا يبدأ كل شيء. وهنا ينتهي كل شيء. ومن يعرف الإنسان يعرف الله. ونحن لا نعرف الله بعد. فما ولنا نجهل الإنسان. أما الأديب السويدي استرندبرج ( 1849 ـ 1912 ) فهو صاحب العبارة المشهورة، أحسد الطيور. ولا أحسدها. إنها تطير. ولكنها تعود. آه لو طارت ولم تعد. قد اتهم استرندبرج بالجنون. والذي فعله مع زوجته وابنه قد ملأ كتب التاريخ الأدبي والنفسي أيضا. وكان استرندبرج قادرا على شفاء المرضى بمجرد النظر إلى الصور. كان يفعل ذلك مع ابنته. ومع إحدى قريباته. كان يطلب إليها أن تجلس في غرفة ما. ويجلس هو في غرفة أخرى تبعد عنها مئات الأمتار. وكان يفسر ذلك بقوله: لا شيء أكثر من أنني أتمنى أن أهرب بها أو معها إلى مكان آخر. وأتصور المكان الآخر. أرسمه بعناية، طرقاته وأشجاره وطيوره و موسيقاه وأهبط في وديانه وأتسلق جباله ثم أهوى بها إلى البحر. أعماق البحر. من الغريب إنه عندما كان يصل إلى هذه اللحظة من صورته الخيالة كان يهوى على الأرض. وكانت الفتاة أو السيدة التي يعالجها أو يتخيل أنه يعالجها، تحس بشيء من الاهتزاز. أما هو فكان يغرق في غيبوبة طويلة. دخل أسترندبرج التاريخ عبقريا مجنونا. ولكن الدراسات الروحية الحديثة تضعه في باب العباقرة. أو في باب أصحاب المواهب الفذة في الشفافية أو في الإحساس عن بعد بأشياء لا يحسها عامة الناس. أما الشاعر الفرنسي بودلير ( 1821 ـ 1868 ) فقد كان أسبق الشعراء في تعاطي المخدرات وبإسراف شديد. تم تسجيل ذلك في كتابه الجنة الزائفة. وكان بودلي قادرا على أن يشم الأصوات ويسمع العطور. وفي ذلك يقول: شممت لحنا جميلا، وسمعت عطر الزهور. أما هذه الفراشات فهي مجموعة من قوانين المنطق ونظريات الفلسفة. الذي قاله بودلير في القرن التاسع عشر يقوله عن يقين هؤلاء الذين يتعاطون حبوب الهلوسة. ولكنهم في الحقيقة لا يهلوسون. وإنما هم يزودون الحواس بقدرات مكبرة. تماما كما يضع الإنسان على عينيه عدسات مقربة. أو عدسات مكبرة. أو يضع على أذنيه سماعات فلكية، فيسمع صوت الكواكب والنجوم في دورانها. أو يسمع تلك الرسالات الغريبة التي تتردد بين الكواكب على مدى ملايين السنين الضوئية. فقد اعتدنا جميعا على مستوى شعوري معين. هو مستوى الإنسان الذي صحا من نومه. ثم راح يتعاط من فناجين القهوة ليفيق. أو ليزداد يقظة. هذا أقصى مستويات الوعي عندنا. ولكن هناك مستويات أخرى يمكن خلقها كالتي يعرفها من يتعاط المنبهات الكيميائية. كأن يبلع أقراص الرتالين والبنزدرين والربلو دين والأداليب والأبوزان وغيرها. إنها تشحذ الوعي أو تجعل الوعي كالسكين لامعاً حاداً قاطعاً. هناك مستويات شعورية أخرى كالتي يحس بها الإنسان قبل النوم أو عند الكابوس. أو بعد أن يتعاط بعض المخدرات أو المنومات أو المهلوسات. إنها تهبط بالإنسان دون الشعور العادي. تهبط إلى الأعماق. كل هذه مستويات متنوعة من الشعور. وأيا كان هذا المستوى، فإن الإنسان سوف يجد أشياء أخرى جديدة غريبة. لم يعتد عليها، ولذلك لم يعرفها. ثم أن الإنسان لا يلجأ إلى الفوضى في أعماقه أو بعبارة أخرى، أن الإنسان لا يتعمق أعماقه. كما يقول العالم الأمريكي رابين الذي تابع دراسة الإدراك الحسي عن بعد عشرات السنين. الشاعر بودلير يقول: الشفاء هو أن تجد ما اعتدت عليه. والسعادة أن تبحث عن الذي لا تعرفه. فإذا عرفته، فالسعادة مرة أخرى أن تلوذ بشيء آخر بعد ذلك. موجة وراء موجة في بحر لا نهاية له. أما الشاعر الايرلندي بيتس ( 1865 ـ 18939 ) فقد اتجه تماما إلى هذه الأشياء الخارقة في طبيعة الإنسان البسيط. كما يقول: فقد كانت عنده خادمة غريبة العادات. ولكنها طيبة. ولذلك فهو لا يناقشها فيما تفعل. فهي تتصرف بتلقائية غير مفهومة. كأن يطلبها تليفونيا ويقول لها: أعدي الطعام لأربعة. عندما يعود يجدها قد أعدت الطعام لثلاثة فقط. ومن الغريب أنه لم يكن قد أخبرها أن أحد المدعوين قد اعتذر. وكان يقول لها أعدي الطعام لثلاثة، فيعود ويجدها قد أعدت الطعام لأربعة. ويكون المدعوون أربعة. وفي إحدى المرات دعا خمسة من أصدقائه. وأمام الباب طلب إلى اثنين منهم أن ينصرفا. ويوالى الطرق على الباب. وبعد لحظات تفتح له الباب. ويسألها عن سر التأخير ويكون جوابها: أنه ما دام لن يحضر سوى ثلاثة فكان من الضروري أن أرفع أطباقهما من المائدة. كيف ذلك؟ لا جواب عند هذه الخادمة. ويقول الشاعر بيتس إنه في إحدى المرات طلب إلى هذه الخادمة أن تأتي له بقميص. وأتت به. وعندما ارتداه عادت فسحبت القميص وهي تقول: توجد به بقع من الدم في الجانب الأيسر سوف آتي لك بغيره. ووقف هو لا يعترض على شيء. وخرج. وأثناء سيره بسيارته. توقف المرور كله فجأة. ونزل من السيارة ليرى. فوجد أحد أقاربه قد صدمته السيارة فعاونه الناس في نقله إلى أحد المستشفيات. وتلوث قميصه بالدم في نفس المكان الذي أشارت إليه الخادمة. وعندما عاد إلى البيت قالت له الخادمة أن القميص الذي نزعته منه في الصباح لم تكن به بقع دم. وهي في ذهول لذلك. إنها لا تعرف كيف رأت الدم الذي سوف يكون بعد ذلك. يروي الشاعر بيتس أنه عرف رجلا في اسكتلندا كان يطلب إليه أن يضع ورقة سوداء على جبهته. ثم يغمض عينيه بعد ذلك. يقول الشاعر بيتس: وفجأة أجد أمامي، أمام عيني جبالا شاهقة ووديانا سحيقة ومساقط مياه مدوية وطبولا وأبقارا وأزهارا وفاكهة وهواء وأرفع يدي عن الورقة. وأجد الرجل أمامي. وأشعر بصداع عنيف. كيف ذلك؟ لا أعرف. في سنة 1930 كتب أبو الصواريخ السوفيتي تسيولكفسكي: أن الرحالات الفضائية سوف تكون تحولا خطيرا في معرفتنا بالكون. ولكن أهم من ذلك أن نوقظ قدرة توارد الخواطر والصور عند رواد الفضاء. لو فعلنا ذلك فإننا سوف نعرف حقيقة العقل الإنساني الذي هو أخطر بكثير من معرفة الكواكب والنجوم. فإن تعميق هذه القدرات سيجعل من السهل عليهم التفاهم بعضهم مع البعض ومع المحطات الأرضية، وسوف يصبحون قادرين على التنبؤ بالخطر قبل وقوعه. في سنة 1967 نشرت مجلة الأخبار البحرية السوفيتية: أن رواد الفضاء عندما يكونون في مدارهم حول الأرض يسهل عليهم التفاهم دون كلام. وقد حدث أكثر من مرة أن اتجه الرواد في وقت واحد إلى التحقق من بعض الصمامات. في الوقت المناسب. وقد أذهلهم ذلك. وقد تدربوا طويلا على ذلك. ويمكن مع تدريبات أخرى منوعة، أن تصبح هذه الشفافية أعمق وأقوى. من الأحداث المعروفة في عالم الطيران أن اثنين من الطيارين الأمريكان كانا يقومان بتجارب على مستويات عالية في الجو. وكانا في طيارتين جديدتين. يقول واحد منهما أنه سمع زميله يقول له: ما هذا الدخان الذي ينبعث من طيارتك. وكان من المستحيل أن يسمعه بهذا الوضوح. ثم أنه لم يقل شيئا من ذلك. وبالفعل التفت الطيار ووجد تسربا للغاز. وأقفله بسرعة. يقول أحد الطيارين وكان قد تخصص في دراسة اللاهوت أنه يستطيع في بعض الأحيان أن يمد يده إلى جيبه فيعرف ألوان بعض الأوراق أو المناديل. ولا يعرف سببا لهذه القدرة الغريبة التي اكتشفها في نفسه عند الطيران على ارتفاعات عالية. قد قال الدكتور رابين الأستاذ بجامعة ديوك بأمريكا في مقدمة كتاب له بعنوان آفاق جديدة للعقل. أنه اهتدى إلى السيدة لا تحسن القراءة والكتابة، ولكنها تستطيع إذا وضعت الصحيفة على وجهها أن تقرأ بعض العناوين. أو تصف بعض الصور. وقد جرى عليها هذه التجارب عشرات المرات. وعندما هاجمه أساتذة علم النفس، دعا هذه السيدة إلى مؤتمر عام. وعصبوا عينيها تماما. ثم وضعوا أمامها ألوانا وأحجاما من مجلات والصور. فإذا وضعت يدها على واحدة من هذه الصحف قالت: العنوان الرئيسي أحمر. أو أسود. الصورة لفتاة تلعب التنس. الصورة لحصان يجر عربة. لا توجد صور. هذه الصحيفة مقلوبة. هذه لغة لا أعرفها. لكن في سنة 1960 اهتزت الدوائر العلمية في روسيا والعالم كله عندما تردد اسم السيدة روزا كوشيفا. فهي من إحدى مدن جبال الأورال. ومن أسرة كل أفرادها من العميان. وقد اعتادت أن تقرأ لكل أفراد أسرتها. ثم كانت أيضا تقرأ مثلهم على طريقة برايل ـ أي الحروف المكتوبة بشكل بارز ـ وفي إمكان أي إنسان طبعا أن يقرأ ذلك ليلا ونهارا. لكن حدث تطور غريب في ربيع سنة 1962، لقد استطاعت روزا هذه أن تقرأ الصحف العادية بمجرد أن تمر بأصابعها على الورق. وكانت تفعل ذلك وهي معصوبة العينين. وتقول إنها اكتشفت هذه الموهبة الغريبة عندما كانت تلميذة في المدرسة فقد كانت تضع أوراقا مكتوبة في جيوبها وبمجرد أن تمر بأصابعها على الورق كانت تعرف كل ما فيها. في مؤتمر الدراسات النفسية الذي عقد في منطقة الأورال ذهبت روزا أمام عدد كبير من العلماء الذين لا يصدقون ذلك. وعصبوا عينيها. وعرضوا عليها الصحف والكتب والرسائل الخاصة. وكانت تضع أصابعها على الورق وتقرأ. أكثر من ذلك أنهم كانوا يضعون النوتة الموسيقية تحت لوح من الزجاج وكانت تمر بأصابعها على الزجاج وتقرأ وهي معصوبة العينين. أما الصور فكانت تمر عليها بأصابعها وتصفها بمنتهى الدقة. بل إنها كانت تقول مثلا: أن هذه السيدة تضع عقدا أحمر. أو في أصابعها خاتم من الماس. وتطورت هذه القدرة عند روزا لدرجة أنها كانت تقرأ الصحف بأصابع قدميها. كل ذلك أمام عدد هائل من العلماء الذين لا يصدقون. ولكن عليهم أن يبحثوا عن سر هذه القوى الخفية في الإنسان. تطورت في قدراتها بعد ذلك إلى أنها كانت تستطيع أن تقرأ الصحف إذا جلست فوقها. فيقال لها مثلا: ما هي السطور الأولى في الصحف الخامسة؟ أو صور من هذه الموجودة في نهاية الصفحة السابعة؟ وكانت بمنتهى الدقة. تحولت مدينة تأجيل في منطقة الأورال إلى مركز ساحر مسحور باهر لكل العلماء الذين يؤمنون بالروح والذين لا يؤمنون إلا بالمادة. وأعلن العالم الألماني رايشنباخ: إذا صح هذا ـ وهو صحيح ـ فمن الواجب أن نلقي بكل ما تعلمانه وما علمناه في البحر. وفي سنة 1964 أوفدت مجلة لايف الأمريكية أحد مرا سيليها لرؤية روزا هذه. ولكنها في ذلك الوقت كانت مريضة. وضعفت تماما. ولم تعد قادرة على القراءة بقدميها إلا نهارا. هنا ربط العلماء بين القدرة على القراءة بالنهار والعجز عن القراءة بالليل. وسألوها وما الفرق؟ وكانت تجيب بأن اللون الأسود فيه خشونة واللون الأزرق فيه نعومة. واللون الأخضر فيه برودة. واللون الأصفر فيه ميوعة. وكلها معان لا يدري أحد كيف يقيسها أو يضبطها أو يحسبها بمعادلات رياضية أو يزنها بالدرهم والغرام. إنها هذه القدرات الخافية هي أعمق أعماق الإنسان.
ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة |
السبت، 1 يناير 2011
لم تعد تقرأ بأصابع قدميها
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق