السبت، 1 يناير 2011

حكمة الثعبان وحيوانات أخرى

 

من يعرف الحيوان يعرف الإنسان. ومن يفهم الإنسان يفهم الله. ومن السهل أن نعرف الحيوان ومن الصعب أن نفهم الإنسان، ومن الأصعب أن ندرك الله. أليست كل العلوم إلا محاولات من أجل أن نعرف شيئا عن أشياء كثيرة في الأرض أو تحت الأرض في نفوسنا أو خارج نفوسنا.

الحيوان هو الطبيعة الصادقة. أو هو الفطرة. دون أن يتدخل فيها الإنسان ليغيرها أو يجعلها شيئا آخر. وهذا هو الفارق بين حيوان الغابة أو حيوان السيرك. أو حيوان الأقفاص في الحديقة. فالحيوان في الغابة يعيش على قدراته. على غرائزه. يستخدمها في الدفاع عن نفسه وفي الحصول عل طعامه. أما حيوان الحديقة أو حيوان السيرك فهو الحيوان الذي أذله الإنسان بلقمة العيش. أنه حيوان موظف أو مستخدم أو سجين. ونحن نعطيه الطعام بشرط أن يبقى في مكانه. بشرط أن يهدأ. أو بشرط أن يقوم ببعض الحركات ليتفرج عليها الناس. فهو حيوان قد دربناه على ألا يكون حيوانا. وإنما على أن يكون خادما للإنسان. هذا الحيوان قد ضاعت منه قدرته. ابتعدت عنه غريزته. وإنما أصبح غريبا في عالم الإنسان الغريب. فلا هو فير حاجة إلى أنفه لكي يشم المخاطر القادمة ولا في حاجة إلى عينيه ليرى الفريسة. ولكننا أعطينا لغرائزه إجازة. أو عطلناها. وقمنا بتشغيل عدد من الموظفين والحراس يقدمون الطعام والشراب والعلاج ويتولون الحراسة والدفاع عنه.

لذلك فحيوان الغابة هو الحيوان الذي يتصرف " بوحي " أو " بدافع " أو " بتوجيه " من غرائزه. وهذا الحيوان لا يعرف من أين جاءت هذه الغرائز ولا كيف أكتسبها. ولا كيف قام بتوريتها لصغاره مليون سنة بعد مليون سنة. ثم أن الحيوان لا يستطيع أن ينمي هذه الغرائز ولا أن يطورها.

مثلا، ثعابين البحر. هذا الحيوان الصغير جدا الذي ينتقل من أوروبا وأمريكا إلى جزر في منتصف المحيط. يهاجر إليها كل سنة. ليتوالد. وبعد أن يتوالد يظل الصغار في هذه الجزيرة وبعد سنتين تهاجر الصغار إلى أماكن مختلفة من أوروبا وأمريكا. ولكن هذه الهجرة لها قاعدة. فالثعبان الذي له 115 فقرة في ظهره يهاجر إلى أوروبا. والذي في ظهره 107 فقرات يهاجر إلى أمريكا. أما الثعابين الكبار، من الأمهات والآباء، فتبقى في جزر الأزوريس حتى الموت. فالحكمة كلها في هذا الثعبان.

السلحفاة الخضراء. إنها تهاجر من البرازيل إلى جزر المعراج على مدى 1400 ميل في قلب المحيط  الأطلنطي. رحلة منتظمة لا تخطئ دقيقة واحدة ذهابا وإيابا.

هناك فأر ديموج الذي لا يزيد على عقله الأصبع. إذ أمسكته بعيدا عن وكره بميل واحد، فأنه يظل يتدحرج ويجري ويتوارى حتى يصل إلى هذه الوكر والطيور وتهاجر معتمدة على نجوم السماء. وأسماك السالمون تعتمد في هجرتها مئات الأميال على طريق الرائحة. وقد أجرى العلماء تجربة في المعمل على أحد القطط، وضعوه في غرفة خشبية لها 24 فتحة، وخرج القط من الفتحة التي هي في اتجاه البيت الذي جاء منه. ما معنى هذا كله؟

معناه أن هذه القدرات التي تراها خارقة كانت من أهم خصائص الإنسان يوما ما. كان يعتمد على عينيه في الرؤية. وكان يعتمد على أنفه في الشم، وعلى أذنيه. فقد كان الإنسان محاطا بحيوانات مفترسة شرسة، فإذا لم ينتبه لها تلاشى وانقرض ولكن بقاء الإنسان معناه أنه استطاع أن يواجه البيئة المعادية والحيوانات المتربصة.

إن الفيلسوف الألماني كنت يقول إنه قد أتى على الإنسان حين من الزمن لم يكن يبكي فيه وهو طفل. لأن الطفل لو بكى فإن الحيوانات المفترسة تتجه إلى مصدر الصوت وتقضي عليه. ولكن بعد أن أصبح للإنسان بيت وباب ومفتاح لم يعد يخاف الطفل ولا أبوه ولا أمه أن يبكي. فلا وحوش تنتظر هذا الصوت لتأكل صاحبه.

لابد أن هذه الغريزة عند الإنسان أيام كان في الغابة، قد ضعفت أو تلاشت عندما انتقل من الغابة إلى الحقل ومن الحقل إلى المدينة. أن غريزة الغابة هذه لم نعد نجدها إلا عند بعض الصيادين. فكثير من الصيادين يشعرون بالوحوش تلقائيا ويتفادونها أو يصدونها. والصيادون يسمون ذلك " الحاسة السادسة ". أي الإحساس المباشر الواضح برؤية الوحوش أو سماعها عن بعد. أو الإحساس بوقوع الحوادث في الغابة قبل أن تقع بوقت طويل. إن هذه الغريزة كانت مركبة في رأس أو قلب كل إنسان عندما كان في الغابة. ولكنها انخلعت منه. أو انغرزت في لحمه حتى تلاشت.

قصص الصيادين لا عدد لها. ولكن الصياد الشهير جيم كوربت يروي في كتابه " حدث ولم يحدث في الغابة " كيف أنه غير طريقه أكثر من مرة لمجرد أن لديه إحساسا بوجود نمر أو أسد. وهو لا يعرف كيف حدث ذلك. هل هي رائحة الأسد. هل هو الصمت في الغابة. هل هو ابتعاد الزواحف والقردة. إنه لا يعرف. ولا يمكن أن يقال أنه تدرب على هذه الأشياء بوعيه، وبعد ذلك أصبح الاحتراس والحذر بلا وعي. أي هل يمكن أن يقال أنه كصياد اكتسب عددا من التجارب أصبحت لها قوة الغريزة. فلم يعد يفكر كثيرا في الاحتراس من الوحوش. وإنما هو يتصرف تلقائيا.

إن هذا ينطبق على كثير من العادات في حياتنا. كل عادة بدأت بأن تدربنا عليها بوعي وتفكير. وبعد ذلك أصبحت لا شعورية. فالذي يقود سيارة. أو حتى الذي يمشي كان يحبو وهو طفل. ثم تساند على الأشياء. ثم راح يمشي، وكان المشي مجهودا فرديا عائليا. ثم أصبح لا شعوريا. هذا يمكن أن يقال على بعض الناس. ولكن لا يمكن أن يقال على الحيوانات، فهي تذهب إلى أماكن لم تعرفها مطلقا وهي مدفوعة أو مسحوبة بقوة خفية خارج الإنسان والحيوان بل إننا نرى بين الناس من يحس بوجود الماء تحت الأرض بمجرد أن يمشي فوق الأرض، وقد ذكرت حوادث كثيرة في هذا المكان في الأسابيع الماضية. ولابد أن غريزة البحث عن الماء والاهتداء إليه كانت إحدى غرائز الإنسان من ألوف أو ملايين السنين. ولكن هذه الغرائز أو حتى هذه المواهب، أو هذه القدرات الخارقة موجودة عند بعض الناس. ووجودها دليل على أنها كانت هند الكثيرين ولكنها بالقوت وأساليب الحياة المختلفة قد توارت فلم تعد حيوية بالنسبة لأحد.

كان الفيلسوف العظيم سقراط يقول:" إننا عندما نعلم الطفل، نحن لا نضيف إليه شيئا جديدا، وإنما نحن نذكره بما كان أجداده من ملايين السنين".

لكن ما الذي جرى للإنسان في ملايين السنين؟

لابد أن أحد أجدادنا من ملايين السنين قد استطاع أن يصلب عوده. أن يشد ظهره. بعد ذلك راح يمشي عليها. وفي استطاعته أن يمسك الأشياء بيديه. أن يمسك حجرا أو شجرة. ومادام المشي أصبح أسلوبه، فالأشجار لم تعد تهمه. ولذلك اتجه إلى الأرض. ومادام رأسه أصبح مرفوعا، فإن أنفه أصبح أوسع. وما دامت عيناه في وجهه، وإلى الأمام، وليست على الجانبين كبقية الحيوانات الأخرى، فإن نظرته أصبحت أمامه، وأصبحت ضيقة. مركزة. ومنذ ذلك الوقت وأجدادنا يمشون على ساقين وينظرون إلى الأمام بتركيز. وربما كان التركيز هو الذي أدى إلى تطور هذا الحيوان أكثر من غيره من الحيوانات الأخرى.

التركيز هو الاهتمام بكل شيء. أو بالأشياء واحدا واحدا. وهذا التركيز وهذا الاعتماد على الوعي هو الذي جعل الإنسان لا يستند إلى غرائزه الفطرية أو إلى طبيعته الصادقة في الحياة وفي الكفاح من أجل الحياة. ولذلك فالإنسان قد ابتعد تماما عن غرائزه الأولى، هذه الغرائز الموجودة عند الحيوان. وعند بعض الناس فقط. الشاعر والساحر والراهب.

فهؤلاء الناس عندهم الغرائز أو هذه القدرات الغريبة التي يعتمدون عليها. ولعلهم يشعرون بقوى أخرى خفية علينا. منهم الذين يدركون الجمال واليقين في كل الكون. يرون ويسمعون الموسيقى وينبهرون للحقيقة الكبرى في الكون ويرون أن الانغماس في الحياة اليومية معناه، نفي لهم من رحاب الكون. أو تبديد لقدراتهم. أو تشتيت لملكاتهم. ولذلك فإن الشاعر والساحر والراهب يغلقون عيونهم وآذانهم ووجدانهم عن الحياة العادية ويتجهون إلى الحياة غير العادية. إلى الكون كله. يرون ما لا نرى، ويسمعون ملا نسمع ويعانقون الله، أو الحقيقة المطلقة.

الفيلسوف الوجودي مارتن هيدجر عندما قال:" إنني أذهب إلى الحقيقة. لا أسألها ولا أناقشها. وإنما أحنى رأسي لها. وانتظر ماذا تأمر به سيدتي".

إن هذه اللحظة الصوفية الساحرة، هي الاستسلام التام لقوى خارج الإنسان. إنها لحظة طاعة مطلقة. لحظة يتحول فيها الإنسان إلى حيوان غريزي. يطيع ما لا يعرف ومن لا يعرف وما يرد أن يعرف.

لكن الإنسان في سعيه لأن يعرف يريد من الضيق والتركيز وكلاهما يبعث على التعب الذي يؤدي إلى الملل. ولكي يهرب الإنسان من الملل، فإنه يفتش عن الجديد، ويضع كل ما هو جديد في قانون. ومن مجموعة القوانين يكون لنفسه صورة جديدة من إبداعه أو من اكتشافه. هذه هي الحضارة الإنسانية. ورغم هذا الإبداع الهائل للإنسان في كل شيء، فإنه بطبيعته ضيق الأفق أو لابد أن يركز اهتمامه في مجال محدود. هذا التحديد هو الذي يخنقه.تماما كما نتفرج على راقصة. إننا ننظر إلى لحمها وليس إلى ثوبها.. وكما نتفرج على عارضة أزياء،فإننا ننظر إلى ثوبها وليس إلى لحمها.

لما أدركت بيوت الأزياء العالمية أن عارضات الأزياء يحاولن أن يكن راقصات، فينشغل الناس بالثوب وصاحبة الثوب، اختارت دور الأزياء فتيات نحيفات يابسات، أي ليست لهن أجسام. وبذلك لا ينظر الناس إلا إلى الثوب فقط.

هذا التضيق. هذا التركيز. هذا التحديد. هذا الخنق والاختناق هو الذي يجعل الإنسان مستغرقا في شيء واحد. هو مستغرق في شيء ونحن نجعله يتعود على ذلك. كما ينشغل الحلاق بالشعر، والجزمجي بالجزمة، وكما ينشغل مفتش الجمرك بالنظر إلى الناس على أنهم أخفوا شيئا. وأنه لابد أن يجده. وكما يفعل رجل الشرطة فهو ينظر إلى الناس على أنهم يتسترون على شيء، وأنه لابد أن يعرفه. والذي ينظر إلى رجال الشرطة وهو يعانق أحد المتهمين فمن الواجب ألا يرى في ذلك حبا وهياما. وإنما هو فقط يريد أن يعرف إن كان المتهم يحمل سلاحا في جيوبه.

كل واحد ينظر إلى شيء معين. وتدور دنياه كلها حول ذلك. وينشغل عن أي شيء آخر في داخله أو في خارجه.

إلا بعض الناس الذين لديهم هذه القدرات الخارقة، التي كانت موزعة بالعدل بين الناس. واختفت في النور. أي كلها زاد النور، وارتفعت المصابيح وتطورت صناعتها وتعددت المهن والمجالات، ضاعت هذه الواهب. وماتت كما تموت الأسماك عندما تخرج في الهواء، أو كما يموت الإنسان إذا وضع تحت الماء. أو رائد الفضاء إذا خرج من السفينة بلا خوذه.

ما تزال هذه القدرات موجودة بشكل ما. وفي استطاعتك أن تتذكر ولو مرة في حياتك إنك تحدثت عن فلان فوجدته أمامك. أو رفعت سماعة التليفون تطلب فلانا فوجدته على الخط. أو نهضت من النوم فزعا لأنك رأيت فلانا قد داسته سيارة فوقع له حادث في نفس الوقت الذي صحوت فيه. أو سمعت صوت أحد يناديك وعرفت بعد ذلك أن صاحب الصوت كان في محنة، في نفس الوقت الذي سمعت فيه هذا الصوت.

كثير من الأمهات يعرفن جيدا إذا فكرت في طفلتها التي تنام في غرفة أخرى فأن هذه الطفلة تصحو. أو إذا ذهبت إلى سريرها ووجدتها نائمة ثم نظرت إليها فإن الطفلة تصحو.

أذكر أن شخصيا، أنني عندما ركبت القطار من الإسكندرية إلى القاهرة أغفيت ربما دقيقة أو دقيقتين. وعندما فتحت عيني. استغرق ذلك بضع ثوان، رأيت فيما يشبه الضباب أن جرسون القطار قد وقف وفي يده لوح زجاجي أخضر. وفجأة وجدت اللوح قطعتين. واندهشت من سرعة ما حدث. أن أنام وأن أحلم.

قلت لنفسي: ربما كان سبب ذلك لأني مشغول بدراسة النفس الإنسانية وأعماقها. ولكن حدث بعد ساعة، وهذا ما أدهشني، أنه في نفس المكان الذي رأيت فيه الجرسون اصطدم به واحد من الركاب فسقطت الصينية من يده وتهشمت كل الأكواب.

لابد أن أشياء من ذلك قد حدثت للكثيرين. أو لكل الناس. ولكننا ننسى. أو لكننا مشغولون بما هو عادي في حياتنا. بما هو ضيق بما هو خانق لفكرنا ووجداننا.

لكن الإنسان في العصر الحديث بدأ الضيق بدأ يحطم قيود العادة أو قيود الحياة العادية. يريد أن يعرف. يريد أن يفهم أعماقه هو. يريد أن يسترد القدرات الخارقة التي كانت عنده. والتي نراها في صورها الواضحة الصادقة عند حيوانات الغابة. وعند عدد كبير من الشعراء والمتصوفين والرهبان والسحرة. إنني أتذكر مقدمة كتاب بعنوان" صورة جديدة للكون". مؤلف هذا الكتاب الصحفي الروسي أوسبنسكي. يقول في المقدمة:" العالم كله مشغول الآن بمؤتمر لاهاي. نحن الآن في سنة 1906. كل الصحف التي تلقيتها اليوم. كل الرسائل. لابد من أن أكتب شيئا. أن أقول رأيا. هذا طبيعي. ولكن ما الذي يمكن أن يقال؟ هل أضيف كذبا إلى الكذب. أضيف سطرا إلى ألوف السطور. أضيف غموضا إلى بقية الطلاسم. لغزا إلى بقية الألغاز. لا يهم أبدا. سوف يقال الكثير. ولن يتغير إلا القليل. سوف يبقى الملل بحرا بغير شاطئ. ليلا بغير نجوم. معنى بغير محاولة لفهمه. شيئا بلا وزن ولا طول ولا عرض ور ضرورة. لقد مددت يدي إلى درجي مكتبي وسحبت الدرج فوجدت هذه الكتب التي شغلتني هذه السنوات لأنها شيء جديد. ولأنها تستحق كل الاهتمام. عظيم الاهتمام. والإنسانية لن تخسر شيئا 'ذا لم أكتب هذا المقال، ولكنني أخسر الكثير جدا إذا لم أنحن على هذه الكتب لأنها طريقي إلى نفسي. إلى أعماقي. وأعماق كل الناس".

إن الذي أسمه أوسبنسكي من ستين عاما هو بالضبط ما يجرف الفكر والوجدان في العالم اليوم. يجب أن يعرف الإنسان ما الذي في داخل الإنسان. ففي داخله الكثير فإليه وإلى أعماقه يجب أن تتجه كل قدراته.

لأول مرة في تاريخ الإنسان نجد العلماء ابتدعوا عقاقير كيميائية مهمتها أن الإنسان يهرب من هذا الواقع إلى عالم آخر. فأساس هذه العقاقير هو كيف نهرب من واقعنا. كيف نرفض الواقع المؤلم ونعيش في خيال بعيد. كيف نصنع لأنفسنا جنات زائفة. وفي هذه الجنات الزائفة تنفيس عن الحقيقة الأليمة.

لكن العلم الحديث خطا إلى أبعد من ذلك. فالعقاقير لم تكتف بهرب الناس وإنما اختارت تهريب الناس. أي تهريبهم عن الوعي. أي تهريبهم لكي يأتوا لنا بمعلومات جديدة. إن الكتاب الكبير إلدوس هكسلي هو أول من ارتاد هذا المجال. فقد نشر في كتاب له بعنوان" أبواب الإدراك" تجربته عندما تعاطا مادة المسكالين وراح ينتقل إلى جهاز تسجيل كل ما يشعر به. بينما راحت زوجته تصف ملامح وجهه. إنه كالذي قرر أن يغوص في الأعماق وأن يبعث إلى الشاطئ بمعلومات عن الحياة في الأعماق. أو مثل رواد الفضاء الذين يذيعون كل شيء يرونه أو يشعرون به أولا بأول. حتى إذا أصابهم شيء، لم تخسر الإنسانية سوى أفراد، ولكنها اكتسبت علما. فهم ذهبوا إلى فوق ليصفوا لنا ما الذي هناك. إن هذه العقاقير هي محاولات لرفع الأنقاض عن القدرات الحقيقية للإنسان. هي جلاء للمرآة. هي إزالة للصدأ.

نعود إلى قصة القط والفأر. فقد أجرى بعض العلماء التجارب عليهما، منها تجربة تقليدية على قط في معمل. ربطوا سلكا يصل بين أذنه ومخه. وكانوا إذا أطلقوا صوتا فإن المؤشرات ترتفع بشدة. ولكن عندما أتوا له بمجموعة من الفئران وأطلقوا صوتا لاحظوا أن المؤشرات لا ترتفع. لماذا؟ لأن القط قد تركز على مخه على الفئران لدرجة أنه لم يسمع الأصوات المدوية إلى جوار أذنيه.

كذلك فقد يشغلنا شيء عن كل شيء. تشغلنا حياتنا السطحية اليومية العادية عن أعماقنا واكتشافها. ولكن العلم الحديث يتجه إلى معرفة السر والسحر والقوى الخفية في كل شيء. وبعد هذه الصفحات التي كتبتها من أجل مزيد من الوضوح أعود نماذج من الباهرين الساحرين ولكنهم بشر دائما.

 

ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة ظواهر غريبة أرواح أشباح ما وراء الطبيعة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق