السبت، 8 يناير 2011

العائدون من غيبوبة الموت.. ماذا يرون أثناء غيبوبتهم وما إحساسهم بما شاهدوه؟

خيط رفيع يفصل بين الحياة والموت.. مسافة قد تطول أو تقصر يدخل معها الإنسان في غيبوبة الموت.. يراه المحيطون حول سريره وكأنه يعاني سكرات النهاية.. لكنه يري نفسه في عالم آخر.. يشعر بمن حوله.. يراهم.. يسمعهم.. يطير بجسده فوقهم.. يعبر آفاقا.. يهبط أنفاقا وعندما يفيق من غيبوبته تجده لا يزال أسير هذه الرحلة المثيرة التي قطعها فوق سريره!! العائدون من غيبوبة الموت.. ماذا يرون أثناء غيبوبتهم؟!.. وما إحساسهم بما شاهدوه؟!
دراسة مثيرة قام بها عالم هولندي مع فريق من العلماء والباحثين شملت (344) شخصا من مختلف الجنسيات منهم الملكة نور زوجة الملك الراحل حسين.. التي نقلت عن زوجها ما رآه أثناء غيبوبة موت تعرض لها سنة ..1984 أيضا كان ضمن من شملتهم الدراسة شاب مصري اسمه نادر أصيب في حادث علي طريق الأوتوستراد. تعالوا نبدأ الرحلة المثيرة من بدايتها. هذه الدراسة المثيرة تضم حوالي 344 شخصا أغلبهم من الشباب.. جميعهم أكدون أنهم شاهدوا أشياء غريبة أثناء اقترابهم من الموت.. لحظات أو حتي أيام مرت عليهم وكأنهم يعيشون في عالم آخر.. ماذا شاهدوا؟! وماذا قالوا عندما أفاقوا من غيبوبتهم؟!


الملك حسين!


البداية كانت مع الملكة نور زوجة الملك الراحل حسين في إحدي الصحف الأمريكية قالت: كان زوجي تنتابه نوبات "الاريتيميا" وهي حالة بدأت عنده منذ عام 1970 وكانت هذه الحالة غير مهددة لحياته طالما كان منتظما في تناول الدواء.. وفي عام 1984 كنت في العقبة مع ضيوف رسميين ينتظرون الملك حسين للانضمام إلينا من عمان، وفجأة تلقيت مكالمة تليفونية تخبرني أن زوجي حسين في حالة صحية حرجة للغاية.. وفي لحظات طرت عائدة إلي عمان لأجد زوجي قد نزف كثيرا وعلمت أنه كان يسير من الديوان إلي الندوة مع شقيقه الأمير حسن عندما بدأ ينزف من الأنف.. وأخذ النزيف في الازدياد بسرعة.. بعدها وصل طبيبه الخاص. كان زوجي شاحب الوجه. لونه يشبه لون الطباشير الأبيض.. فقد وعيه وتوقف نبضه.. أحسسنا جميعا أنه قاب قوسين أو أدني من الموت. وفجأة استعاد نبضه ووعيه بعد إجراء نقل دم له، وعندما أفاق من غيبوبته أخبرني بأنه لم يشعر بأي ألم أو خوف أو قلق، وأنه كان في روح حرة.. يطفو فوق جسده. وقال الملك الراحل حسين: " لقد رأي نورا مشرقا وشعر بالهدوء وأدرك بأنه يرحل. لكنه ظل يحدث نفسه، وبالمساعدة الطبية العاجلة التي تلقاها عاد إلي الحياة، استطاع الأطباء وقف النزيف نهائيا فلم تعد إليه هذه الحالة مرة أخرى".
كارا مواطنة فرنسية تعمل ممرضة في أحد المستشفيات الكبرى. تعرضت لعملية اعتداء من لص أراد سرقة منزلها. دخلت في غيبوبة الموت. قالت: "عام 1993 كنت في الخامسة والثلاثين من عمري. أسكن في منزل بعيد عن الطريق الرئيسي، وبعدما أطعمت قطط وكلاب المنطقة كعادتي دخلت المنزل وفي المطبخ وجدت رجلا يقف أمام الفرن، عرفته. فهو رجل يسكن بالمنطقة المجاورة وسمعته سيئة للغاية. قلت لنفسي: ربما يريد اغتصابي وقتلي. كان يحمل مسدسا وسكينا وبطارية. أسدلت سكين المطبخ من الدرج وهاجمته، وهنا لا أذكر ماذا حدث بعد ذلك. توقفت ذاكرتي عند الصورة التي تظهر فيها أكبر كمية من الدماء. علمت بعد ذلك أن جاري سمع صرخاتي فنادي الشرطة فتم القبض عليه وأنا غارقة في دمائي".


ولكن ماذا رأت كارا؟!


"أثناء غيبوبتي أحسست أنني أسير بسرعة داخل نفق جميل. كان المكان حيا بمعني الكلمة. الألوان غاية في الجاذبية وأوراق الأشجار خضراء للغاية والأزهار وردية اللون.. كان المنظر أمامي ثلاثي الأبعاد. ثم أتى لي رجل يرتدي ثيابا بلون أبيض وأسود وله ذقن وشارب وشعر داكن اللون مرحبا بي بشدة، لازمني فترة من الوقت. قال لي نحن سعداء لأنك هنا.. لدينا لك الكثير من العمل لتقومين به. ثم ذهبنا لغرفة ليس بها سقف. وجدت بها سنترال اتصالات قديم و به خطوط لا تحصي. وهناك سمعت صوت امرأة يأتي من أسفل وتصلي لأجل ابنتها المريضة بالحمى، وبعدها قال لي مرشدي: " نحن بحاجة إليك هنا" أخبرته أن أسرتي في حاجة لي أيضا، وبعد برهة قال لي: " حسنا يمكنك أن تعودي، ولكن عليك أن تتكلمي!".


الموت أسهل شيء!


مازلنا نسرد قصص من اقتربوا من الموت و شعروا بسعادة في تلك اللحظات. فلم تكن قصة كاشا التي سنحكيها الآن بعيدة عن قصة كارا. فقد كانت كاشا تعاني من حساسية من عقار البنسلين. فبعد تدهور حالتها بسبب طلاقها من زوجها تم نقلها إلى المستشفى. وهناك أعطوها جرعات معددة من البنسلين، فأصيبت بغيبوبة. ثم شعرت بشيء غريب يحدث لها قالت: " فجأة وجدتني في أعلى سقف الغرفة.. أري الممرضة وهي تؤدي عملها.. لم تعثر لي على نبض. ثم صاحت تنادي أحد الأطباء وبعد ذلك بدأت تجربتي. لم أدخل إلى نفق وإنما انتقلت إلى مكان جميل. دخلت حديقة بها ثلاث نافورات. كان صوت الماء المتدفق منها أشبه بالأغاني، ومن حولها أزهار غاية الجمال لم أر مثلها في حياتي. وكانت هناك أعشاب خضراء تحيط بمبني عالي على يميني. شعرت بسعادة بالغة. في تلك الأثناء فكرت بجسدي فانتقلت بسرعة بلغت سرعة أفكاري إلى سقف الغرفة وسمعت الممرضة تقول "لا يبدو أن الأمر مطمئن". ورأيت الطبيب يحقنني بحقنة كبيرة داخل قلبي. ثم شعرت بنفسي أعود إلى تلك الحديقة الجميلة مرة ثانية. رأيت أمي وقلت لنفسي إن المكان جميل فلماذا لا أظل هنا للأبد. بعدها سمعت صوتا عاليا كأنه يهتف في أذني قائلا: يمكنك البقاء هناك بعض الوقت، وبعد لحظة كنت عائدة إلى جسدي.. فتحت عيني. كان الطبيب يصفعني على وجهي، وقال بدهشة: ظننا أنك مت!"والآن أنا لا أخاف الموت فالموت أسهل من الولادة.!!"


شريط سينمائي!


المصري الوحيد الذي شمله البحث، هو نادر.. شاب في العشرينيات من عمره  من أسرة ميسورة الحال، قال: " وقع لي حادث سيارة. انقلبت بي على طريق الأوتوستراد. وفي أثناء انقلابها أحسست أنني لم أكن في السيارة أو بمعني آخر كنت موجودا وليس موجودافي نفس الوقت. انه إحساس يصعب شرحه. وقتها تذكرت كل شيء بالتفصيل وبكل دقة، وذلك منذ ولادتي حتى لحظة وقوع الحادث. رأيت جميع الأشخاص الذين أعرفهم. حتى من رأيته مرة أو مرتين. كذلك جميع الأحداث المهمة وغير المهمة منذ أن كان عمري عام ونصف. مرت أمامي وكأنها شريط سينمائي لعدة ثوان. وعندما خرجت من السيارة وأنا بكامل وعيي. أحسست وقتها بأنه يوجد هناك من يحميني.
أما وهذه القصة محفوظة في مستشفي جامعة القدس الشرقية. الجميع يؤكدون هناك أنهم رأوا أغرب حالة في حياتهم. صاحبها اسمه (كمال) شاب فلسطيني فبعد أن صدمته سيارة على الطريق تم نقله إلى المستشفي وأُجريت له عملية جراحية. بقي في المستشفي لمدة شهر. وفي أثناء ذلك ظل في غيبوبة كاملة. لكن المشكلة كانت أن الطبيب الذي أجرى له العملية لم ينظف الجرح جيدا. فانتشرت الغرغرينة في جسده كله حتى وصلت إلى الحجاب الحاجز. هناك نقله شقيقه إلى مستشفي الجامعة وأُجريت له جراحة في نفس الليلة لمدة عشر ساعات. بعدها قص كمال تجربته مع الاقتراب من الموت فقال: " في لحظة معينة، رأيت نفسي أترك جسدي وأحلق في سقف الغرفة.. رأيت الأطباء يصدموني بالصدمات الكهربائية ورأيت صديق أخي يبكي وهو يحتضنه خارج الغرفة. فقال له أخي لن يموت.. لا تبكي. وبدأ يصلي من أجلي، وجاء أصدقاؤه يعزونه فيٌ، ورأيت صديق أخي يدخل علي ووضع صورة الخضر عليه السلام أحضرها من كنيسة المهد التي كان يعمل فيها فوقي، وفي نفس اللحظة عدت إلى جسدي وبدأت أشعر بالآلام".


أشياء مفزعة!


أما أصحاب الروايات الذين رأوا أشياء مفزعة. فقد كانوا خائفين من الموت، لأنهم بعيدين عن الله. فروشيل الأمريكية قالت: " حاولت الانتحار مرتين.. الأولى تناولت فيها عقاقير بكميات كبيرة ومكثت في المستشفى حوالي شهر، والمرة الثانية أدرت مفتاح الغاز فقد كنت في حالة نفسية سيئة ولم أتوقف عن البكاء. لم أستطع النوم لأهرب من اكتئابي، ثم فجأة وجدتني في مكان مظلم، لا يوجد فيه نور، وعلمت بأني ميتة.
ثم لمسني شيء ما على كتفي. التفت فرأيت غوريللا كبيرة. قلت لنفسي هذا هو الشيطان. صرخت وقتها بكل قوتي.. ظللت أصرخ وأصرخ. وفي النهاية جذبني شيء لأعلى واستيقظت بعد مضي ثلاث ساعات. كان الغاز يملأ المنزل لكني لم أكن أشعر بأي ضيق أو غثيان. و كأن الله تعالي يقول لي: "انظري، كفاك حماقة.. هناك شيء بعد هذه الحياة".
ساديرا.. ممرضة جميلة تعمل بأحد مستشفيات علاج السرطان بانجلترا. لكنها كانت مدمنة للمخدرات. اقتربت من الموت بسبب جرعة مخدرات زائدة. قالت عن تجربتها: " لم أكن أعلم هل توقفت أنفاسي أم لا؟! لكني لم أكن مهتمة بأن استيقظ أم لا. ما رأيته كان أسوأ شيء. لم يكن كابوسا.. أشياء سوداء تأتي لي تحاول أن تنهشني. كان هناك أناس يصرخون بأصوات غريبة. كل شيء في غاية البشاعة. كانت تلك الأشياء السوداء تقع علي وتصرخ. أعتقد أني كنت عارية. و أخيرا استطعت أن أرى تلك الأشياء كانت أشبه بأشخاص بغيضين كأنهم أمساخ.. أسنانهم قبيحة، عيونهم متورمة. كانوا صلعا لا شعر لديهم، يشدون يدي وشعري ويصرخون بأصوات نكراء. صوتهم أشبه بالأنين والصراخ الذي أسمعه في غرف مرضى السرطان. حاولت أن أهرب منهم لكن أنفاسهم كانت تلاحقني و رائحتهم سيئة جدا. شعرت أن هذا عقابي وأن هؤلاء كانوا هناك لمعاقبتي رغم أنني لم أكن أشعر بجسدي و فجأة تحركوا بعيدا عني. ثم صرخت بكل قوة طالبة ربي أن يسامحني واستيقظت وأنا في قمة الرعب والخوف!".


الانتقام المفزع!


أما طارق فهو شاب سعودي الجنسية. قال من تجربته في الاقتراب من الموت: "اقتربت من الموت عندما كنت مع أصدقائي في سيارة أحدهم. كنا نشجع المنتخب السعودي لتأهله لكأس العالم. استقلينا السيارة. شعرت أن أحدا يراقبني. كنا نسير بسرعة جنونية. جلست في المقعد الخلفي للسيارة بجوار الباب الأيمن. كنت أحمل علم السعودية وكان نصفي الأعلى خارج السيارة. و فجأة فقد صديقي السيطرة على السيارة. وهناك رأيت منظرا أشبه بالخيال. نظرت خلفي فرأيت عمود الإنارة وأنا متجه إليه مباشرة، فدخلت إلى السيارة بسرعة. ثم بدأت القصة.. شعرت أني طويل القامة جدا، خفيف الوزن، مسلوب الإرادة، رأيت كل ما حدث لي منذ الولادة كأني أراقبه. بعدها اختفي كل شيء. كنت أمشي، لكن الخطوة بعشر خطوات، عندما أنظر يميني ويساري أرى أشخاصا بعضهم يراقبني والآخر كأنه ينتظر مني شيئا وبعضهم ينظر إلى الآخر. رأيت أشخاصا كنت قد آذيتهم ينظرون لي وكأنهم يريدون الانتقام مني. خفت أشد الخوف دون أن يدق قلبي وشعرت أن جسدي أصبح باردا جدا. وأحسست بعد ذلك أني أسقط من فوق جبل مرتفع جدا لم أشعر بالارتطام. كان كل شيء مظلم شعرت بعدها بجسدي فوقفت، ترنحت يمينا ويسارا ثم سقطت على الأرض التي كانت باردة جدا ثم رأيت نورا ووجه رجل ينظر لي ثم هرب. و فجأة استيقظت ووجدت نفسي عاريا داخل ثلاجة موتى. علمت بعد ذلك أنني مت حوالي 13 ساعة. وقد أدهشتني مسألة الوقت كثيرا. فلقد شعرت أن حادث السيارة مر عليها حوالي 15 دقيقة فقط.


وعي أم عقل!


هناك الكثير والكثير من الروايات الغريبة التي يحكي فيها أصحابها تجربتهم الغريبة في الاقتراب من الموت. لكن حتيى نجد تفسيرا علميا لهذه الأشياء. قرأنا في بحث أجراه عالم هولندي هو الدكتور بروس جريسون المؤسس الأول لأبحاث الاقتراب من الموت .هذا العالم يقول: " بافتراض أن الدماغ ميت أثناء التجربة. إذن كيف يمكن للعقل أن يتذكر ما حدث بعد التجربة؟! ويجيب بأن هناك نظرية سائدة حاليا وهي أن الوعي مكان حفظ الذكريات، وليس الدماغ. فوحدة تخزين المعلومات بالدماغ لا يمكنها حفظ كل المعلومات. لذا فإنه من النادر أن تكون الذكريات دقيقة مائة بالمائة. بينما يقول من مروا بالتجربة أنهم مروا بمراجعة حياتهم في عملية دقيقة مائة بالمائة لكل فكرة أو فعل، كيف كان شعور الآخرين تجاههم. فالوعي هنا يحيا بالموت، وعندما يعود الوعي إلى الجسد فإنه يستغرق بالضبط حوالي سبع سنوات للحصول على تلك الذكريات المكثفة في تجربة الاقتراب من الموت لتذهب خلال الدماغ".
وهناك سؤال آخر طرحه الباحث وهو: هل تحدث تجربة الاقتراب من الموت بسبب ذكريات زائفة؟!. فيجيب: " ليس لدينا أدوات تقنية للتمييز بين الأحداث الحقيقية والخيالية، وعلى كل إذا لم تكن لدينا أسباب الافتراض بأن من مر بتجربة الاقتراب كان متأثرا بصورة كبيرة وله دافع قوي للتخيل بأنه مر بتلك التجربة. فليس هناك سببا منطقيا يجعلنا نفترض أن التجربة عبارة عن ذكريات زائفة. لكن إذا كانت تجربة الاقتراب من الموت عبارة عن ذكريات زائفة، فلماذا وجدت الدراسات أن بعض الناس باستطاعتهم أن يستعيدوا تجارب اقترابهم من الموت في خلال عامين إلى 8 أعوام!
وفي النهاية. هل هناك توضيح طبي أو نفسي لتجربة الاقتراب من الموت؟!"
يقول الباحث: "هناك دراسة يمكن تطبيقها على كل النتائج العلمية الرئيسية لتجربة الاقتراب من الموت، أهم ما خرجت به تلك الدراسة هي أن التجارب هذه ليست قابلة للتفسير الطبي. كما أثبت فان لوميل في منهج دراسي صارم أن وقوع التجربة ليست محصورة في الأزمة القلبية أو فقدان الوعي أو العقاقير أو الخوف من الموت الذي يحدث في الأزمات القلبية.

 

العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت العائدون الموت العائدون من العالم الآخر العودة من الموت الموت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق