الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتيران
العرافة الفرنسية (إليزابيث تيسيه) أصدرت كتاباً تحدثت فيه عن علاقتها بالرئيس (فرانسوا ميتران) معلنةً أنها كانت المستشارة الروحية له طيلة السنوات الست الأخيرة من حياته لدرجة ذهب فيها البعض إلى حد التساؤل: هل كانت هذه السيدة في قائمة عشيقات (ميتران)؟ هي تنفي ذلك، لكنها تشير تلميحاً إلى أن الرئيس كان يشعر بالغيرة من زبائنها الآخرين، في البداية لم يكن ميتران مقتنعاً بما ترويه له المنجمة إلى أن اقتنع أخيراً بأخبارها نتيجة كل ما سردت له من وقائع وأحداث اعتبرها متطابقة مع دورة الأفلاك في برجه برج العقرب. ثم تعززت مكانة العرافة أكثر فأكثر بعدما تنبأت له بوقوع حرب في بداية التسعينات فكانت حرب الخليج الثانية، وهناك من يستغرب ويسأل: هل يمكن لرئيس بلد مثل فرنسا أن تتأثر بعض قراراته بما يمكن أن تراه بصارة أو منجمة؟ إليزابيث تيسيه أصبحت معروفة في أوساط حاشية ميتران، غالباً ما كان يدعوها إلى تناول الطعام معه، وتعود حراس القصر الجمهوري على زياراتها المتكررة، فهي كانت تدخل من الباب الرئيسي للقصر مثل أي زائر آخر، واحتلت أخبارها عناوين العديد من الصحف والمجلات هي والمنجمة (دجونا) منجمة الرئيس الروسي السابق (بورليس يلتسين) لدرجة قيل إن الرئيسين وثقا فيهما أكثر من ثقتهما بالمستشارين، ورغم إقبال رجال السياسة على المنجمات فهم يعرفون أن ذلك قد ينعكس سلباً على شعبيتهم ويفضلون دائماً أن تكون زياراتهم للمنجمات أو زيارات المنجمات إليهم في الخفاء على عكس ما كانت تفعله (تيسيه) يشار إلى أن الإعلان عن وجودها في حياة الرئيس وعن زياراتها المنتظمة إليه كانت في آخر أيامه ولم يُعلن عنها في زمن الاستشارات أو أثناء لقاءاتها الأولى بميتران منذ نهاية الثمانينات من هنا كان التكتم محيطاً بالسياسيين الذين يزورون المنجمات. ومن بين السياسيين الكثر الذين اتصلنا بهم لمعرفة رأيهم من التنجيم وما إذا كانوا يستشيرون المبصرين أو المنجمين، وحده النائب الفرنسي ورئيس البلدية في منطقة إيسيه ليمونولي القريبة من باريس النائب (أندريه سانتيني) قبل أن نتطرق معه إلى التنجيم لمعرفة رأيه بهذا الموضوع وآثار التنجيم على السياسيين، هنا في مطار البلدية نسأله: لماذا يهتم السياسيون في فرنسا بظاهرة التنجيم؟ أندريه سانتيني (نائب فرنسي): عندما يهتم فرنسي واحد من أصل خمسة بالتنجيم فأعتقد أنه على السياسيين أيضاً أن يهتموا بذلك. ميشيل الكك: وأكثر من ذلك فهناك من بين رجال السياسة الفرنسيين من يؤمن تماماً بأن المبصرين يمكنهم أن يتنبؤوا بأحداث قد تقع، وما على رجل السياسة أو القرار إلا أن يتنبه لها لمعرفة ما يجب أن يتخذه من خطوات لمواجهة حدث ما. أندريه سانتيني: بالقرب من بعض السياسيين ورؤساء الدول عدد كبير من المنجمين الذين يحاولون قراءة المستقبل، بالقرب من (يلتسين) مثلاً وبالقرب من ميتران أيضاً، الذي استمع إلى المنجمة الشهيرة إليزابيث تيسيه، وانتهى الأمر بميتران إلى سماع الهاتف والتصنت على المكالمات الهاتفية للبعض، ولا أعرف ما إذا كان بوش قد عمد إلى توظيف منجمة، حتى بالقرب من (شارل ديجول) كان هناك أحد المنجمين، وأذكر لكم حادثة تتعلق باختطاف الطائرة الفرنسية من قبل الجماعة الإسلامية المسلحة في كانون الأول/ ديسمبر عام 94. قبل أسابيع من وقوع عملية الخطف أعلن أحد المنجمين المشهورين السيد (ديبريه) ومن خلال نشرة التليفزيون في المحطة الأولى الفرنسية أنه يشاهد رؤى مثل طائرة بيضاء ورجال باللباس الأسود يطلقون النار، وكان هذا وصفاً دقيقاً لرجال قوة التدخل السريع الذين أنهوا عملية الخطف. ميشيل الكك: لكن رغم اعتقادك بالتنجيم لا ترغب أنت باستشارة أحد، لأية أسباب؟ أندريه سانتيني: أنا لا أستشير أبداً، لكنني أقرأ كثيراً الأبراج من كل نوع، عندما تتحدث هذه الأبراج عن أمور جيدة أثق ببعضها، وعندما تتحدث بشكل خاص عن السلبيات فإنني أصرف النظر عنها، وأعتقد أن هذا يساعدني بعض الشيء في محاولتي لقراءة المستقبل. ميشيل الكك: وإذا كان البعض يهزأ مما يقوله المبصرون إلا أن للتنجيم –كما يرى آخرون-أصولاً وعلماً ومعرفة دقيقة بكل التفاصيل المحيطة بالإنسان، والتنجيم غير التبصير، فهو مرتبط بالنجوم ودرة الأفلاك والكواكب ومدى تأثيرها على البشر، فالمنجمة هي متخصصة فيعلمها، وتطلب من الزبون تاريخ ولادته باليوم والشهر والسنة والساعة التي وُلد فيها والمكان، وعند حصولها على هذه المعلومات والأرقام ومكان الولادة يرسم الكمبيوتر في مكتبها صورة توزيع الكواكب، فتعمد المنجمة إلى المقارنة وتحديد العلاقة بين الكواكب والأبراج وانعكاس كل ذلك على التصرفات البشرية وعلى أمزجة الأشخاص، فلكل كوكب علاقة بالنجاح والفشل، والحياة العاطفية والجنسية، والقرارات التي يمكن أن يتخذها كل إنسان وما إذا كان رجل السياسة مثلاً مُحقاً في اتخاذ قرار في هذه الفترة الزمنية من السنة أو ما إذا كان يتوجب عليه تأجيل قراره إلى وقت آخر. نادين ليديكيرك (منجمة فرنسية): إذا أردنا أن نعرف مثلاً الحد الذي يتمتع به أحد رجال السياسة فيجب أن نعرف جيداً مدى مطابقة قراراته لدورة الأفلاك وانسجامها مع برجه الخاص، (شيراك) مثلاً عندما اتخذ قراراً بحل مجلس النواب لم يكن هذا القرار مناسباً له، وأدى إلى ضرر سياسي كبير لحق به، لأنه اتخذه في وقت غير منسجم مع حدود النجاح في حياته، أما (جوسبان) فهو من برج السرطان، وهو يخفي لديه منطق الوصول إلى السلطة، ثم سرعان ما يكشف عن ذلك. ميشيل الكك: والمدافعون عن التنجيم يرون فيه علماً خصوصاً وأن هذا التنجيم دخل في أحدث أدوات التكنولوجيا كالكمبيوتر والمينتال والإنترنت، وأصبحت أجهزة الكمبيوتر تقوم بمهمة المنجم في بعض العيادات أو المقاهي أو المحال الخاصة، وصدرت في فرنسا عشرات الكتب التي تتحدث عن التنبؤات التي صحت والتي رواها العديد من المنجمين والمنجمات، لاسيما التنبؤات الخاصة بوقائع وأحداث سياسية وأمنية عالمية فضلاً عن شهادات يُدلي بها رجال معروفون ومشهورون في هذه الكتب علماً أن رجال السياسة بقوا دائماً بعيدين عن الأضواء رغم استشاراتهم الكثيرة للعرافين والعرافات، ومن أبرز الكتب الموجودة في فرنسا ما كُتب عن العرافة (ياجيل ديدييه) التي دخلت إلى قلب أسرار بعض الأوساط السياسية فكتب عنها العديد من الصحفيين الفرنسيين ونشروا شهادات لبعض الأشخاص الذين استشاروها، ونقصد هذه العرافة الشهيرة في باريس التي استشارها العديد من رجال السياسة الفرنسيين لكي يتعرفوا أو يكتشفوا مستقبلهم السياسي إذا صح القول، نزورها هنا لنسألها عن الطريقة التي تعتمدها في آلية التبصير، ولماذا يهتم السياسيون بشكل خاص.. بكل ما تقوله العرافات؟ ياجيل ديدييه (عرافة فرنسية): في الحقيقة أن السياسيين يهتمون بالتنجيم في أوقات الانتخابات بشكل خاص، ويريدون معرفة ما إذا كانوا سينتخبون، ويريدون أيضاً معرفة خصمهم السياسي. لكل رجل من رجال السياسة مطلبه الخاص، ولا يمكن تعميم بعض الأمور والمسائل على جميع رجال السياسة لكل شخصية منهم خصوصياتها. ميشيل الكك: وتختلف أساليب التنجيم عند كل منجم أو مبصر، فهناك الورق الذي يعتمده الكثيرون منهم والكرة الكريستال، وتحاول هذه العرافة بالذات من خلال كلمات معينة أو كلمات مفاتيح تحاول قراءة عناوين عريضة لأحداث سياسية أو أمنية، ماذا قرأت ياجيل ديدييه سابقاً؟ ياجيل ديدييه: لقد وضعوا لي في ظرف مغلق كلمة أجهلها، كانت هذه الكلمة (بوتين)، لقد حاولت وصف ملامحه وملامح وجهه، لكنني رأيت أمراً غريباً أنه تصادم، ورأيت ما يشبه الجنود ونساءً تعول وعشرات (....)، أحسست بالأكاذيب، لكن الحقيقة ظهرت بعد أسبوع، وفهمت أن الأمر يتعلق بعرق الغواصة (كورسك). بالنسبة للانتخابات الأميركية لم أكن بلهاء، عندما شعرت بالفارق الضيق جداً.. جداً وبصعوبة فوز (بوش) في هذه الانتخابات. لكن أروع تجربة مررت بها كانت عندما تنبأت باغتيال السادات، وقد رويت هذا التنبوء في كتابي عندما استشارني أحد رجال السياسة اللبنانيين فجأة قلت له: إن السادات سيُقتل، وفعلاً حدثت عملية الاغتيال. ميشيل الكك: وإذا كانت هذه العرافة نقلت الكثير من قراءاتها إلى رجال السياسة، إلا أنها ترفض ما كانت فعلته زميلتها العرافة (إليزابيث تيسيه) التي فضحت الرئيس السابق (ميتران) والذي تأثر بها نتيجة لكل ما قالته له بشأن حرب الخليج الثانية قبل وقوعها، معتبرة أنه يتعين على العرافة أن تحترم أسرار المهنة وهذا من أبرز واجباتها، وألا تفضح من يأتي إليها سواء كان سياسياً أم غير سياسي. ياجيل ديدييه: لا أحب أن أقول أشياء يمكن أن تشيء إلى من يمارس المهنة نفسها التي أمارسها، لكنني أعتقد أن ما قامت به زميلتي (تيسيه) حول فضح (ميتران) هو أمر غير مقبول، منافٍ للأخلاقيات، كما أنه منافٍ لأحوال المهنة مع كل ما تناولته الصحافة حول هذا الموضوع، وأعتقد أنه سواء تعلق الأمر برجل سياسي أو فنان أو أي شخص آخر، لا يجب أبداً فضح هويته، حتى لو سمح لنا الشخص المعني بالأمر بأن نكشف عنه، إلا أن أحد خصائص تطبيق هذا العمل هو الحفاظ على سر المهنة، إنه عمل يشابه تماماً عمل الكاهن ويجب الحفاظ على سريته مهما كلف الأمر.
التنجيم قراءة الكف المنجمون تنجيم قراءة الكف منجمون التنجيم قراءة الكف المنجمون تنجيم قراءة الكف منجمون التنجيم قراءة الكف المنجمون تنجيم قراءة الكف منجمون التنجيم قراءة الكف المنجمون تنجيم قراءة الكف منجمون التنجيم قراءة الكف المنجمون تنجيم قراءة الكف منجمون التنجيم قراءة الكف المنجمون تنجيم قراءة الكف منجمون التنجيم قراءة الكف المنجمون تنجيم قراءة الكف منجمون التنجيم قراءة الكف المنجمون تنجيم قراءة الكف منجمون التنجيم قراءة الكف المنجمون تنجيم قراءة الكف منجمون التنجيم قراءة الكف المنجمون تنجيم قراءة الكف منجمون التنجيم قراءة الكف المنجمون تنجيم قراءة الكف منجمون التنجيم قراءة الكف المنجمون تنجيم قراءة الكف منجمون التنجيم قراءة الكف المنجمون تنجيم قراءة الكف منجمون التنجيم قراءة الكف المنجمون تنجيم قراءة الكف منجمون |
الاثنين، 27 ديسمبر 2010
تأثير التنجيم على السياسيين الفرنسيين
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق