قرنق وزميله سي آن آن كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- تمكن أكو قرنق من النجاة من الأهوال غير مرة في حياته القصيرة، في وقت لاقى فيه الملايين من مواطنيه حتفهم خلال الحرب الأهلية في السودان مشاركة في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، إذ تمكن الشاب من الفرار. وجنبا إلى جنب مع "فتيان السودان التائهين" ارتحل قرنق 300 كيلومتر محفوفة بالمخاطر إلى مخيم للاجئين في كينيا، حيث عاش سنوات ست، قبل أن تحط به الرحال، بمساعدة من جماعات الإغاثة، في الولايات المتحدة حيث بدأ حياة جديدة دون أصدقاء أو عائلة. وعن ذلك يقول قرنق في مقابلة مع شبكة CNN "لقد كان الأمر صعبة للغاية، فقد نشأت في منطقة ريفية بأفريقيا والحياة هناك كانت مختلفة جدا.. لم نعتد على هذه التكنولوجيا، ولم نكن متعودين على إيقاع الحياة السريع." وأضاف "عندما جئت إلى هنا (أمريكا) في البداية كان علي العثور على وظيفة خلال الشهر الأول لأكون قادرا على إعالة نفسي، ومن هم ورائي في الوطن.. لذا ما فعلته كان تدربت لوظيفة حراسة وعملت في مناوبات ليلية، ثم في بقالة ومتاجر أخرى، وكنت أرتاد المدرسة أثناء النهار." ولأنه أدرك أن التعليم هو أفضل فرصة له للنجاح، ألزم قرنق نفسه بالدراسة، وبعد سنوات قليلة من وصوله إلى الولايات المتحدة، تخرج من جامعة ستانفورد المرموقة، حاصلا على شهادة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية والعلوم السياسية. وبدلا من أن يبدأ رحلة للبحث عن عمل كأي خريج آخر، فإن قرنق الشاب كان لديه أفكار أخرى، ويقول "باعتباري واحدا من السودانيين الجنوبيين الأكثر حظا والذين كان لهم الفرصة للحصول على تعليم أفضل، فإنني أشعر أن من واجبي رد الجميل." وليفعل ذلك، اتصل قرنق بأحد أصدقائه من الدراسة، ويدعى داريوس جولكار، وانطلقوا معا ليؤسسوا "نيو سكولارز،" وهو مشروع لمساعدة الشباب الأفارقة في جميع أنحاء العالم لبدء أعمال تجارية في أوطانهم. واعتمد الاثنان على جمع التبرعات من أجل البقاء، وكانوا يعملون في المقاهي والمطابخ في منطقة كوبرتينو بولاية كاليفورنيا، وطوال النهار يجتمعون مع الممولين، وأصحاب المشاريع المحتملين. ومن شروط الانضمام لبرنامج "نيو سكولارز،" يتعين على المرشحين أن يتحدثوا الإنجليزية، وأن يكون لديهم فكرة عمل متينة من شأنها أن توفر فرص عمل للأفارقة. ويتم منح كل الأعمال التي تحصل على الموافقة، نحو 10 إلى 30 ألف دولار، ليتم استخدامها في تمويل الأفكار مثل فتح المخابز وتأجير الجرارات الزراعية. |
الخميس، 23 ديسمبر 2010
شاب سوداني يحوّل التشرد إلى فرص تجارية ثمينة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق