الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

محاكمة واعتراف مشعوذات جزيرة غيرنسي

 

 

في الرابع من شهر يوليو من عام 1617 شهدت جزيرة غيرنسي إحدى أكبر جزر القنال الإنجليزي (إنظر الخريطة وشعار وعلم الجزيرة) محاكمة ثلاث نساء أتهمن بممارسة السحر والمشعوذة المحظورة قانونياً ، تلك الممارسة المحرمة وفقاً للمعتقدات المسيحية المبنية بشكل رئيسي على مقولة وردت في الكتاب المقدس بعهده القديم وهي :"لا تدع ساحرة تعيش"- سفر الخروج - الإصحاح الثاني 22-18، وفي عام 2005 قام المؤلف جون بيتس بنشر كتاب بعنوان :"السحر والمعتقدات الشيطانية في جزر القنال" وهو يسرد حرفياً ما جاء في الوثائق الرسمية للمحكمة الملكية في جزيرة غيرسني من نصوص إعترافات، آنذاك كان جيمس الأول ملكاً على بريطانيا. تضمن الكتاب أيضاً مقدمة تاريخية عن الشعوذة وممارستها قديماً في دول أوروبا (القرنين السادس عشر والسابع عشر). في تلك الأزمنة كان ينفذ في السحرة حكم الإعدام حيث كان الكثير منهم ينال مصيره حرقاً على أعواد الخشب وهو على قيد الحياة Burn Alive on Stakes.

المحاكمة

 



قبض على ثلاث نساء هن : "كوليت دي مونت" وابنتها" ماري" و "إيزابيل بيكيت" بتهمة مزاولة السحر والشعوذة وبعد عدة جلسات استماع من المحكمة انعقدت المحكمة في 4 يوليو ، 1617 للنطق بالحكم.

 

حكم الإعدام

 

 

ورد في بيان المحكمة أمام القس كارتيرت والسادة بايليف وجوراتس ما يلي:"انتشرت الشائعات حول "كوليت دي مونت" أرملة "جان بيكيت" وابنتها "ماري" زوجة "بيير ماسي" و "إيزابيل بيكيت" زوجة "جان لي مويجن" وكذلك تقارير تتحدث عن مزاولتهم السحر والشعوذة لزمن طويل في الماضي وإدمانهم لذلك الفن الملعون من الشعوذة ، حيث تم القبض عليهم من قبل مأموري جلالته جيمس الأول بعد أن وافقوا طواعية على المثول أمام هذه المحكمة. واعتماداً على وقائع اعترافاتهم ومثولهم أمام المحكمة لعدة مرات وسماعهم والتدقيق في إعترافاتهم و مواجهتهم وبعد سماع الشهادات التي أدلى بها ضباط الشرطة اتضح بالدليل أن النسوة المذكورات آنفاً قد مارسن الفنون الشيطانية في الشعوذة ليس فقط من خلال إلقاء تعاويذهم السحرية على الأجسام الجامدة ولكن أيضاًَ في إستمرارهم في بث الوهن والأمراض الغريبة في العديد من الأشخاص ووحوش البرية، والتسبب في إيذاء عدد كبير من الرجال والنساء والأطفال بكل قسوة وكذلك قتلهم للعديد من الحيوانات. وبناء على ما ذكرته السجلات من المعلومات التي قادت إلى التصريح بتلك الإستنتاجات كان من الواضح بالدليل أنهم ساحرات ، وللتكفير عن ما اقترفوه من جرائم فإن المحكمة تنتهي إلى القول بأن عليهم أن يعرضوا في موقع العقاب الإعتيادي ويلف الحبل حول أعناقهن بقوة ويشنقن ويخنقن حتى الموت من قبل منفذي الإعدام ومن ثم يحرقن حتى تتحول لحومهن وعظامهن إلى رماد وبالمثل تحرق أغراضهن وأثاثهن ومنازلهن. وإن بقي شيئ من ذلك يجب مصادرته إلى جلالته ومن يثبت تواطؤه معهن سيقع تحت المساءلة من قبل المحكمة قبل النطق بحكم إعدامه".

 

إعتراف كوليت دو مونت

 

بعد النطق بالحكم مباشرة وقبل مغادرتها لقاعة المحكمة اعترفت "كوليت دو مونت" طواعية بأنها مشعوذة لكنها لم تكن راغبة في ذكر الجرائم التي اقترفتها ، ولما نقلوها مع الأخريات إلى حجرة التعذيب أجابت على سؤال وجه إليها فاعترفت بأنها كانت صغيرة عندما ظهر الشيطان أمامها لأول مرة بشكل قطة في أبرشية "تورتيفال" عند عودتها من رعاية الماشية ، كان الوقت في وضح النهار فانتهز الفرصة لكي يزين لها فكرة الإنتقام من أحد جيرانها الذي كانت تضمر له العداء بعد أن ألحق الضرر بماشيتها ، ومنذ ذلك الوقت بدأت تتشاجر مع أي أحد كان ، كان الشيطان يظهر لها بالشكل المذكور آنفاً وفي بعض الأحيان بشكل كلب ليغويها بأخذ ثأرها من كل من يتسبب بغضبها مقنعاً إياها بالتسبب بموت الأشخاص ومواشيهم.

وفي إحدى المرات ظهر لها الشيطان فيما كانت تحضر السابات Sabbath (مكان يجتمع فيه السحرة ويقيمون فيه طقوسهم الوثنية والويكا) فناداها دون أن يدرك ندائه سواها وأعطاها مرهم أسود معين دهنت فيه ظهرها وبطنها (بعد أن تجردت من ملابسها)ومن ثم وضعت بعضاً منه أيضاً على ثيابها بعد ارتدائها لها. ومن ثم خرجت من الباب فوجدت نفسها محمولة في الجو وبسرعة هائلة وبعدها وجدت نفسها فجأة في نفس المكان الذي كانت فيه، مكان السابات كان يجاور أحياناً موقع دفن وأحياناً أخرى يكون على مقربة من شاطئ البحر في جوار قلعة "روكواين" حيث قابلت هناك مجموعة من السحرة يصل عددهم إلى 15 أو 16 ساحراً وساحرة وبرفقتهم شياطين كانوا بشكل كلاب وقطط وأرانب، لم تكن "كوليت" قادرة على تحديد هوية هؤلاء السحرة لأن ملامحهم كانت مظلمة ومشوهة كما سمعت الشيطان يهمس بأسمائهم وتذكرت من بين تلك الأسماء "فالايس"و"هاردي" ، كما كان يشرع في الكلام معها في بعض الأحيان عند دخولها لـ السابات واعترفت بأن ابنتها ماري المدانة بممارسة الشعوذة هي الأخرى ساحرة وحدث أن أخذتها معها مرتين لحضور السابات فبعد إنتهائهما من طقوس عبادة الشيطان الذي كان معتاداً على الوقوف على حافريه أجروا إتصالاً معه حيث كان بشكل كلب ومن ثم رقصت إحداهما بعد الأخرى وشربوا الخمر ولكن لم تتمكن من تحديد ماهية لون الخمر الذي سكبه الشيطان من الإبريق في كأس من الفضة ولم يكن مذاقه جيداً على غرار الخمر الذي تشربانه عادة، و أكلوا خبزاً أبيض ناولهم إياه ولكنها لم تر أي أثر للملح خلال السابات. وقبل أن تبرح المكان أوصاها الشيطان بأن تستدعي "إيزابيل لي مويجن" عندها أتت للسابات (بعد قيامها لزيارات متعددة) ولما همت بالمغادرة حرضها الشيطان على الإلتزام بعهود معه وللقيام بها أعطاها مسحوق (بودرة) سوداء معينة وأمرها بنثرها على الأشخاص وقطعان الماشية حسب رغبتها، وبواسطة ذلك المسحوق ارتكبت عدداً من الأعمال الشريرة لم تتذكر بعضاً منها ، حيث نثرت بعضاَ منه على السيد دولبيل أمين الأبرشية وكان ذلك سبباً في وفاته ،و أعدت سحراً لزوجة "جين ماوغيس" لكنها أنكرت أن وفاتها جاء نتيجة السحر الذي عملته، ونثرت بعضاً من نفس المسحوق على زوجة السيد "بيرتشارد" الذي لحق السيد "دولبيل" في منصب أمين الأبرشية، وتسبب ذلك في وفاة المرأة و وفاة الجنين الذي كانت تحمله في رحمها ولم يعرف أي دافع تحريضي لارتكاب تلك الجريمة. وفي حادثة أخرى رفضت زوجة "كولاس توتيفين" أن تعطيها بعض الحليب فقامت بنثر ذلك المسحوق على ضرع بقرتها مما أدى إلى جفافه وإنقطاع الحليب ثم عالجته بعد ذلك عندما جعلت البقرة تأكل النخالة وبعض الأعشاب البرية التي زودها بها الشيطان.

نبذة تاريخية عن السحر في إنجلترا

 

تعتبر سجلات السحر في أنجلترا فصلاً سوداوياً ، حيث كانت تعتبر مزاولة السحر والشعوذة جريمة من قيل الإكليروس (رجال الدين المسيحي) لأنها تستدعي الشيطان ، ويقدر عدد الأحكام القضائية التي تتناول مزاولة السحر في إنجلترا وحدها وخلال 200 سنة فقط حوالي 30,000 حكماً . كان "ماثيو هوبكينز" يلقب بـ "متعقب أثر السحرة" وساعد لوحده في القبض على أكثر من مئة ساحر في أسيكس ونورفلوك وسفولك وإصدار أحكام قضائية بحقهم بدءاً من عام 1645 وعلى مدى 7 سنوات، وفي عام 1664 أحرق السير "ماثيو هيل"شخصين متهمين بممارسة الشعوذة ، وفي عام 1676 أعدم 17 أو 18 شخصاً حرقاً في سان أوسيث في إسيكس ، وأعدم اثنين بمزاولة السحر في 1705 في نورثامبتون، وفي عام 1716 أعدمت كلاً من السيدة هيكز وابنتها البالغة من العمر 9 سنوات فقط شنقاً في هنتينغدون مع أن الأمر مشكوك فيه، أما عام 1712 فقد شهد آخر محاكمة حقيقية للسحرة في إنجلترا وهكذا طويت تلك الصفحة من سجل التاريخ.



رواية البؤساء

 

كتب الروائي "فيكتور هوغو" أهم أعماله الروائية الشهيرة التي بعنوان :"البؤساء" Misérables بينما كان في منفاه في جزيرة غيرسني ، حيث يقع منزله "هاوتفيل"في ميناء سان بطرس وهو الآن متحف ، في عام 1866 نشر مجموعة من الروايات في الجزيرة منها صعاب البحار Toilers of The Sea التي أهداها إلى جزيرة غيرنسي.

 

السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة السحر سحر السحرة سحرة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق